للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوابها. قال تعالى:} فأما اليتيم فلا تقهر {[الضحى: ٩]. وقد تحذف بكثرةٍ مع قولٍ مضمرٍ، كقوله تعالى:} فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم {[آل عمران: ١٠٦] فيقال لهم: أكفرتم؟ ودونه قليلاً كقوله: [من الطويل]

٨٠ - فأما القتال لا قتال لديكم ... ولكن سيرًا في عراض المواكب

أي فلا قتال.

ويجاء مع الشرط الصحيح فيحذف جوابه لدلالة جوابها عليه كقوله تعالى:} وأما إن كان من أصحاب اليمين، فسلام {[الواقعة: ٩٠]. ولا يليها إلا الأسماء، وبذلك أجمعوا، إلا من شذ على رفع ثمود من قوله:} وأما ثمود فهديناهم {[فصلت: ١٧]. ولم ينصب على الاشتغال.

وأما بالتخفيف: حرف كألا، وتكون بمعنى حقًا، ولكونها بهذين المعنيين جاز في (أن) الواقعة بعدها الكسر والفتح، على أنها استفتاح كلامٍ فوقعت أن في ابتداء الكلام، فمن ثم كسرت، والفتح على أنها بمعنى حقًا. وحقًا مشبهة بالظرف؛ فتكون خيرًا مقدمًا. وأن وما بعدها في محل المبتدأ تقديره: أنك ذاهب أي ذهابك.

وإما، بالكسر والتشديد: حرف معناه الشك أو الإبهام أو التخيير أو الإباحة أو التقسيم كأو. وادعى بعضهم أنها عاطفة إجماعًا، وبعضهم أثبت فيها خلافًا، قال تعالى:} إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا {[الإنسان: ٣] ظاهر فيه التخيير، ويجوز الإباحة. وقوله:} حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة {[مريم: ٧٥] ظاهر فيه التنويع، وقد تحذف الثانية ويغني عنها (أو)، نحو: قام إما زيدًا أو عمرًا. وقد يغني عنها إلا، كقوله: [من الوافر]

٨١ - فإما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثي من سميني

<<  <  ج: ص:  >  >>