للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضيء. ومن قال إنه يذكر ويؤنث بدليل قوله: {هذا ربي} [الأنعام: ٧٨] فقد وهم لأن التذكير إنما جاز مراعاةٍ لقوله {كوكبًا} [الأنعام: ٧٦] لا لتأنيث لفظه. والشمس تطلق على القرص نفسه وعلى الضوء المنتشر عنه مجازًا. وشمس يومنا، وأشمس: صار ذا شمسٍ. وشمست الدابة تشمس شماسًا وشموسًا، إذا جمحت ولم تستقر، تشبيهًا بالشمس في عدم استقرارها. وتجمع الشمس على شموسٍ، وذلك باعتبار الأيام. كأنهم جعلوا لكل يومٍ شمسًا مجازًا، وإلا فالشمس شخص واحد فأنى له الجمع؟ وفي ذلك قمر وأقمار. وفي الحديث: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحدٍ» وفي ذلك لما مات ولده إبراهيم عليه الصلاة والسلام كسفت الشمس، فقالوا: كسفت لموته. فقال عليه الصلاة والسلام ذلك.

ش م ل:

قوله تعالى: {عن اليمين وعن الشمال قعيد} [ق: ١٧]. الشمال: هي اليد اليسرى المقابلة لليمين. والعرب تتشاءم بجهتها ويسمونها الشؤمى، ولذلك قال تعالى: {وأما من أوتي كتابه بشماله} [الحاقة: ٢٥] عكس أهل السعادة الذين قال فيهم: {وأما من أوتي كتابه بيمينه} [الحاقة: ١٩] ولذلك عبر بها عن القوة والتمكن. ومنه قوله تعالى: {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات: ٢٨] أي عن القوة والقهر. قول تعالى: {يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل} [النحل: ٤٨] الشمائل جمع شمالٍ، وإنما أفراد اليمين وجمع الشمال لأن هبوب الريح من جهتها أكثر، فتمايل الظل منه. والمراد به السجود أكثر.

ومن ملح كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: «إن أبا هذا- يعني الأشعث بن قيسٍ- كان ينسج الشمال باليمين». قلت: الشمال جمع شملة نحو جفنةٍ وجفانٍ. وفي الحديث: «نهى عن اشتمال الصماء» فسره الأصمعي بأن يشتمل ثوبًا حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>