للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجلل به جسده، لا يرفع منه جانبًا فيكون فيه فرجة تخرج منها يد. وقال أبو عبيدٍ: وأما الفقهاء فيفسرونها بأن يشتمل ثوبًا واحدًا ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على منكبه. قال الهروي: من فسره بهذا كرهت به إلى كراهة التكشف وإبداء العورة. ومن فسره تفسير أهل اللغة فإنه كره أن يتزمل به شاملًا جسده، مخافة أن يدفع منها إلى حالةٍ تسد نفسه فيهلك. وأحسن من هذا ما قاله بعضهم إنها سميت اشتمال الصماء، لأن الرجل يلتف بالثوب فيطرحه على ناصية الشمال، والصماء: التي لا منفذ لها. ومنه قارورة مصممة.

والشملة والمشمل: كساء يشتمل به. وقولهم: شمله كذا، أي عمه؛ استعارة من الاشتمال بالكساء ونحوه، لأنه يجمع من يحتوي عليه. ومنه استعير الشمل. وقيل: جمع الله شملك. وفي دعائه عليه الصلاة والسلام: «أسألك رحمةً تجمع بها شملي» أي اجتماعي. كذا فسره أهل العلم؛ قالوا: الشمل: الاجتماع وقيل للخليفة اشتمال، لاشتماله على الإنسان اشتماله الشمال على البدن.

والشمال- بالفتح-: أحد الرياح، لأنها تشمل بهبوبها. وترادفها الهمزة قبل ميمها تارةً وبعدها أخرى. قال امرؤ القيس: [من الطويل]

٨٢٤ - فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل

وإنما قلنا بزيادتها لسقوطها في تصاريف الكلمة؛ قالوا: شملته الشمال. وماء مشمول، أي أصابته الشمال. قال كعب بن زهير (من قصيدةٍ بانت سعاد): [من البسيط]

٨٢٥ - شجت بذي شبمٍ من ماء محنيةٍ ... صافٍ بأبطح أضحى وهو مشمول

وإنما قيل لها شمال لأنها تهب من شمال الكعبة. وأشمل الرجل من الشمال كأجنب من الجنوب. وكني بالمشمل عن السيف كما كني عنه بالرداء. ومنه: جاء مشتملًا بسيفه، كقولهم: مرتديًا به، ومتدرعًا له. والشمول: من أسماء الخمر، لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>