للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباسٍ: الأمة أتباع الأنبياء ومنه أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. وقوله:} إن هذه أمتكم أمًة واحدًة {[الأنبياء: ٩٢] أي دينكم. والأمة أيضًا الطريقة المستقيمة. قال الذبياني: [من الطويل].

٩٢ - حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو أمةٍ وهو طائع؟

وعليه قوله:} من أهل الكتاب أمة قائمة {[آل عمران: ١١٣]، قيل: ذو أمةٍ أي ذو طريقةٍ قويمةٍ.

والأمة: كل جيلٍ في زمنٍ وإن لم يكونوا ناسًا؛ وفي الحديث: "لولا أن الكلاب أمة تسبح لأمرت بقتلها". وفي الحديث: "إن يهود بني عوفٍ أمة من المؤمنين" تأويله أنهم بالصلح الذي حصل بينهم وبين المؤمنين كأمةٍ من المؤمنين، كلمتهم وأيديهم واحدة.

ويطلق على من تفرد بدينٍ: أمًة، ومنه: "قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل يبعث أمًة وحده"، قال تعالى:} إن إبراهيم كان أمًة {[النحل: ١٢٠].

والأمة: المدة من الزمان} وادكر بعد أمةٍ {[يوسف: ٤٥] أي بعد حينٍ. وقوله:} ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمةٍ معدودةٍ {[هود: ٨] من ذلك. وقوله:} ولو شاء الله لجعلكم أمًة واحدًة {[المائدة: ٤٨] أي دينًا واحدًا. ومثله:} كان الناس أمًة واحدًة {[البقرة: ٢١٣] أي دينًا واحدًا، فقيل: كفر وقيل: إسلام.

والأمة: الصنف، قال تعالى:} تلك أمة قد خلت {[البقرة: ١٣٤] أي صنف قد طوي زمنه؛ فما بالكم تفتخرون بهم؟ وكانوا يقولون: نحن أبناء الأنبياء، ويترجون أن يكونوا أمثالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>