المذكورات غير الآخر إعادته منكرًا إذ هو من قواعد اللغة أنه متى ذكرت نكرة وأريد أعادتها عرفت نحو {فعصي فرعون الرسول}[المزمل: ١٦] فإن نكرت عرفت به غير الأول. ومن ثم روي عن ابن عباسٍ، ويروي مرفوعًا أيضًا ((لن يغلب عسرٌ يسرين)) من هذه الحيثية التي ذكرناها والله أعلم. والجمع أضعافٌ.
والضعيف: من كان به الضعف وجمعه ضعفاء، ومنه {وله ذرية ضعفاء}[البقرة: ٢٦٦] وضعافٌ منه: {من خلفهم ذريةً ضعافًا}[النساء: ٩]. وقوبل تارةً بالقوة وتارةً بالاستكبار، ومنه {قال الذين استكبروا للذين استضعفوا}[سبأ: ٣٢].
قوله:{وخلق الإنسان ضعيفًا}[النساء: ٢٨] إشارةٌ إلي كثرة حاجاته التي استغني عنها الملأ الأعلى. قوله:{إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}[النساء: ٧٦] فضعفه إنما هو مع من وفقه من عباده الذين أشار إليهم بقوله تعالي: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ}[الحجر:٤٢]. قوله تعالي:{يضاعف لهم العذاب ضعفين}[الأحزاب: ٣٠] أي مثلي عذاب غيرهم. قال الهروي: والضعف: المثل إلي ما زاد. نقل ابن عرفة عن أبي عبيدة أن الضعفين اثنان. قال: وهذا قولٌ لا أحبه لأنه قال في آيةٍ أخري: {نؤتها أجرها مرتين}[الأحزاب: ٣١] فاعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين. وقد أتقن ذلك بعضهم فقال: الضعف من الأسماء المتضايقة التي يقتضي وجود أحدهما وجود الآخر كالنصف والزوج، وهو تركب قدرين متساويين، ويختص بالعدد، فإذا قيل: أضعفت الشيء وضعفته وضاعفته: ضممت إليه مثله فصاعدًا. قال: فالضعف مصدرٌ، والضعف