للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمٌ كالشيء والشيء. فضعف الشيء هو الذي يثنيه. ومتى أضيف إلي عددٍ اقتضي ذلك العدد مثله، نحو أن يقال: ضعف عشرةٍ وضعف مئةٍ، فذلك عشرون ومائتان بلا خوفٍ.

قال الشاعر علي هذا: [من الطويل].

٩٢٢ - جزيتك ضعف الود لما اشتكيته ... وما إن جزاك الضعف من أحدٍ قبلي.

وإذا قيل: أعطه ضعفي واحدٍ اقتضي ذلك ومثليه، وذلك ثلاثةٌ، لأن معناه واحد واللذان يزاوجانه وذلك ثلاثةٌ. هذا إذا كان مضافًا، فإن لم يكن مضافًا فقلت: الضعفين فإن ذبك قد يجري مجري الزوجين في أن كل واحد منهما يزاوج الآخر فيقتضي ذلك اثنين لأن كل واحدٍ منهما يضاعف فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضعفان إلي واحدٍ فيثلثهما. وقال أبو بكر بإسناده عن هشام بن معاوية النحوي عن أبيه قال: العرب تتكلم بالضعف مثني فتقول: إن أعطيتني درهمًا فلك ضعفه.

قوله: {لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة} [آل عمران: ١٣٠] قيل: أتي بالفظين علي التأكيد. وقيل: بل بالمضاعفة من الضعف- بالفتح- لا من الضعف- بالكسر- قيل: ومعناه ما يعدونه ضعفًا هو ضعفٌ أي نقصٌ كقوله: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} [البقرة: ٢٧٦]. قوله تعالي: {فآتهم عذابًا ضعفًا من النار} [الأعراف: ٣٨]. سألوا أن يعذبهم عذابًا بضلالهم وعذابًا آخر بإضلالهم كما أشار بقوله تعالي: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علمٍ} [النحل: ٢٥] وقوله: {لكلً ضعفٌ} [الأعراف: ٣٨] أي لكل منهم ضعف ما لكم من العذاب، وقيل، أي لكلٍ منكم ومنهم ضعف ما بدا للآخر، فإن من العذاب ظاهرًا وباطنًا.

وكل لا يدرك من الآخر إلا الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن. قوله تعالي: {إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} [الإسراء: ٧٥} أي ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات علي تقدير ركونك إلي ما استدعوك. وليس في هذا الخطاب غض منه عليه الصلاة والسلام ولا نقصٌ من مرتبته ولا وعيدٌ له، وإنما ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>