للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير تحلل.

ط ر ف:

قوله تعالى: {قبل أن يرتد إليك طرفك} [النمل: ٤٠] أي قبل أن يرتد إليك جفنك عند فتح عينك يقال: طرف يطرف: إذا فعل ذلك. وقال الفراء. معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك. وقيل: بمقدار ما يبلغ إلى نهاية نظره، والأول أبلغ. قوله: {فيهن قاصرات الطرف} [الرحمن: ٥٦] أي فاترات الطرف، وهو صفة مدح في الأعين. وقيل: قصرت أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم. والطرف: الجفن، وهو أيضًا تحريك [الجفن] للنظر إذ كان تحريك الجفن يلازمه الطرف. وطرف فلان: أصيب طرفه.

قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الرعد: ٤١] أي من نواحيها، وذلك عبارة عن فتوح بلاد الشرك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: فتوح البلاد بعده. وفي ذلك دلالة على نبوته لصدق ما وعد به. والطرف: الناحية، وقيل: هو كناية عن موت العلماء، الواحد طرف بالكسر وسكون الراء. وقيل: يقال فيه طرف أيضًا. والأشراف يسمون الأطراف، كذا قال الهروي، وفي العرف العكس، وطرف الإنسان: جوارحه كاليدين والرجلين. والظاهر أن قوله: {ننقصها من أطرافها} عبارة عن أخذ الناس بالموت، وأن لا أحد يبقى كقوله تعالى: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق: ٤]

قوله تعالى: {ليقطع طرفًا من الذين كفروا} [آل عمران: ١٢٧] أي جماعة منهم. وقيل فيهم ذلك من حيث إن تنقيص طرف الشيء يتوصل به إلى توهينه وإزالته، ومن ثم قيل: ((ننقصها من أطرافها)). قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار} [هود: ١١٤]، قيل هما صلاة الفجر والعصر. وأطراف النهار: ساعاته وأزمنته، كأطراف المكان لنواحيه. والطراف: بيت من الأدم من ذلك، لأنه يؤخذ طرفه. قال طرفة بن العبد: [من الطويل]

٩٣٣ - رأيت بني غبراء لا ينكرونني ** وأهل هذاك الطراف الممدد

<<  <  ج: ص:  >  >>