قوله:{وعلى الذين يطيقونه فدية}[البقرة: ١٨٤] أي يقدرون عليه، من أن أطاق كذا يطيقه إطاقة. وطاقة كطاعة من أطاع. وقرئ:{يطوقونه} من الطوق وهو القدرة. وقرئ:{يطيقونه} وفي الحرف قراءات توجيهها فيما هو أليق بها من هذا قوله: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}[البقرة: ٢٨٦]. قيل: الطاقة: اسم لما يقدر الإنسان أن يفعله بمشقة، وذلك تشبيه بالطوق المحيط بالشيء. فمعنى الآية: لا تحملنا ما يصعب علينا مزاولته. وليس معناه: لا تحملنا ما لا قدرة لنا به، وذلك لأنه تعالى قد يحمل الإنسان ما يصعب عليه، كما قال تعالى:{ويضع عنهم إصرهم}[الأعراف: ١٥٧]{ووضعنا عنك وزرك}[الشرح: ٢] أي خففنا عنك العبادات الصعبة التي في تركها الوزر؛ قال الراغب وهو حسن، وينفعنا هذا في مسألة تكليف ما لا يطاق؛ وهو أن بعضهم استدل بها على جوازها، وتفسيره: وضع الوزر بتخفيف العبادة أيضا حسن؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن وزر بالمعنى المتعارف. وقيل في تفسير:((ما لا طاقة لنا به)): إنها شماتة الأعداء. وأنشدوا:[من الكامل]
٩٦٠ - أشمت بي الأعداء حين هجرتني ... * والموت دون شماتة الأعداء
ط ول:
قوله تعالى:{أولو الطول}[التوبة: ٨٦] أي الغني. يقال: لفلان طول. أي غني. وقيل: المن والفضل. قد وصف الباري تعالى بقوله:{ذي الطول}[غافر: ٣]