للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقمه عليه، فيعارضه بخلاف ما يرضيه. وفي هذا التفسير نظر لأنه ورد في الحديث: "لك العتبى حتى ترضى" أي لك العتب علي حتى ترضى فيه. وقرئ:} وإن يستعتبوا {بالبناء للمفعول "فما هم من المعتبين - اسم فاعل" أي إن أقالهم وردهم إلى الدنيا عادوا، وإلا خبث ما كانوا ولم يعملوا بطاعته كقوله:} ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه {[الإنعام: ٢٨]. قال بعضهم: وأصل ذلك كله من العتب وهو كل مكانٍ نابٍ بنازله. ومنه قيل للمرقاة ولأسكفة الباب عتبة، وكني بها عن المرأة فيما روى أن إبراهيم عليه السلام قال لمرأة إسماعيل: قولي لزوجك: غير عتبة بابك. فاستعير العتب والمعتبة لغلظةٍ يجدها الإنسان في نفسه على غيره وبحسبه. قيل: خثنت بصدر فلانٍ، ووجد في صدره غلظًة. ومنه قيل: حمل فلان على عتبةٍ صعبةٍ، أي حالة شاقة. ومنه قولهم: أعتبت فلانًا، أي أبرزت له الغلظة التي وجدت له في الصدر. وأعتبت فلانًا: حملته على العتب. وأعتبته: أزلت عتبه نحو أسكته. ومنه قوله:} فما هم من المعتبين {أي من المزال عتابهم. والاستعتاب: أن يطلب من الإنسان أن يذكر عتبه ليعتب.

يقال: استعتبت فلانًا، قال تعالى:} زإن يستعتبوا {وقال أيضًا:} ولا هم يستعتبون {[النحل: ٨٤]. قال: ويقال أيضًا: لك العتبى، وهو إزالة ما لأجله يعتب، وبينهم أعتوبة، أي ما يعاتبون به. ويقال: عتبت عتبانًا: إذا مشيت على رجلٍ مشي المرتقي درجًة، ومنه استعير: عتبت الدابة تعتب وتعتب: مشت على ثلاث قوائم ورفعت الرابعة. ويروى عنت من العنت وهو المشقة، وسيأتي إن شاء الله تعالى. وفي الحديث: "أولئك لا يعاتبون" لعظم ذنبهم.

ع ت د:

قوله تعالى:} أعتدنا للظالمين نارًا [[الكهف: ٢٩] أي أحضرنا. ومنه قوله تعالى:} هذا ما لدي عتيد {[ق: ٢٣] أي حاضر ومحضر، يعني أنه مكتوب محصى

<<  <  ج: ص:  >  >>