[الكهف: ٩] معناه ليس ذلك في نهاية العجب؛ فإن في آياتنا ما هو أعجب منهم. قوله تعالى:} إنا سمعنا قرآنًا عجبًا [[الجن: ١] لأنه لم يعهدوا مثله،} وإن تعجب فعجب قولهم {أي هذا محل التعجب وهو إنكارهم البعث مع ظهور دلائله وسطوع براهينه، من نصب الأدلة الظاهرة كخلق السماوات والأرض، وما أوجد فيهما من بديع الصنعة والمخلوقات.
ع ج ز:
قوله تعالى:} كأنهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ {[الحاقة: ٧]. الأعجاز جمع عجزٍ وهو في الأصل مؤخر الإنسان ثم شبه مؤخر غيره به. وقوله:} يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب {[المائدة: ٣١] أي قصرت ولم أقدر. فحقيقة العجز التأخر عن الشيء وحصوله عن عجز الأمر أي مؤخره. كما ذكر في الدبر ثم عبر به في العرف عن الصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة. وقوله:} والذين سعوا في آياتنا معاجزين {[الحج: ٥١] وقرئ "معجزين". يقال: عاجزته وأعجزته: جعلته عاجزًا. وقيل:} معاجزين {معناه ظانين مقدرين أنهم يعجزوننا لأنهم حسبوا أن لا بعث ولا نشور، فلا يكون ثواب وعقاب، وهو في المعنى كقوله:} أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا {[العنكبوت: ٤]. وقيل: معاجزين للأنبياء وأولياء الله تعالى يمانعونهم ويقاتلونهم ليصدوهم عن أمر الله. وقيل: معناه معاندين. وقيل: سابقين، أي يظنون أنهم يفوتوننا. و"معجزين" ينسبون من تبع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العجز، وهو كقولك: جهلته أي نسبته إلى الجهل. وقيل مثبطين، أي مانعين الناس من إتباعه صلى الله عليه وسلم، وهو كقوله في المعنى:} الذين يصدون عن سبيل الله {[الأعراف: ٤٥].
والعجوز: نظير الشيخ لعجزها عن كثيرٍ من الأمور. وفي حديث علي رضي الله عنه:"لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى" كنى