بذلك عن حصول المشقة، لأن ركوب الأعجاز في غاية المشقة، لاسيما مع طول السير في الليل. وقيل: بل ضربه مثلاً لتقدم غيره عليه وتأخيره عن الحق الواجب.
ع ج ف:
قوله تعالى:} يأكلهن سبع عجاف {[يوسف: ٤٣] أي مهازيل، وهو جمع أعجف وعجفاء، وهو الدقيق من الهزال. وأصله من قولهم: نصل أعجف، أي دقيق. وأعجف الرجل: صادف مواشيه أو صارت عجافًا. وعجفت نفسي عن فلانٍ وعن الطعام، أي نبت. وليس فعال قياسًا لأفعل فعلاء ولا فعلاء أفعل، ولكن جمع فاعلٍ فعال لمقارنته بسمانٍ. ومقتضاه أنه إذا لم يقترن بسمانٍ فلن يجمع على فعالٍ كما قالوا في أحدٍ ما قدم وما حدث في أخواتٍ له. وفي الحديث:"أعنزًا عجافًا" من غير مقارنة ما يناسبه.
ع ج ل:
قوله تعالى:} أعجلتم أمر ربكم {[الأعراف: ١٥٠] أي سبقتموه، وهو كقوله:} وما أعجلك عن وقومك {[طه: ٨٣] أي كيف سبقتهم؟ يقال: أعجلني فعجلت له، واستعجلته: تقدمته فحملته على العجلة. وأصل العجلة: طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، وهو مقتضى الشهوة، فلذلك صارت مذمومًة في عامة القرآن، حتى قيل: العجلة من الشيطان. قوله:} وعجلت إليك رب لترضى {[طه: ٨٤] أي مما خص من الذم فإنها وإن كانت عجلًة لكنها محمودة، إذ المقصود بها رضي ربه. والمراغب هنا عبارة؛ قال: فذكر أن عجلته، وإن كانت مذمومًة. فالذي دعا إليها أمر محمود وهو رضي الله. وهذا إنما ذكرته تنبيهًا على خطابه في ذلك إذ لا يصدر من الأنبياء ما يذم عليه البتة.
قوله تعالى:} خلق الإنسان من عجلٍ {[الأنبياء: ٣٧] تنبيهًا أن طبعه العجلة بمنزلة من خلق من الشيء فكأن العجلة مادته. وأصله: نبه به أنه لا يتعرى من ذلك البتة، فإنها إحدى القوى التي ركب عليها. وقد قال بعضهم: العجل: الطين بلغة بعضهم، وأنشد:[من البسيط]