للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٩٥ - والنخل ينبت بين الطين والعجل

ولا يبعد عن الصنع. قوله:} من كان يريد العاجلة {[الإسراء: ١٨] يريد الدنيا، فإنها حاضرة بالنسبة على الآخرة، فإنها وإن كانت حق اليقين إلا أنها آجلة. قوله:} عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد {[الإسراء: ١٨] لم نعطه طلبته بل الذي نعجله ما نشاء لا ما يتمناه. ثم أخبر أنه ليس كل متمن أيضًا نعطيه ما يشاء، بل أردنا ذلك له. رب رضنا بما قسمت لنا، ولا تجعلنا من الذين يريدون العاجلة.

والعجالة: ما يتعجل أكله الضيف كاللهنة، وقد عجلتهم ولهنتهم. والعجلة: الإداوة الصغيرة للتعجيل بها عند الحاجة إليها. والعجلة: خشبة معترضة على البئر، وما يحمل على الثيران أيضًا، قيل لهما ذلك ليس مرهما. والعجل: ولد البقرة، قيل: سمى ذلك لتصور عجلته التي تعدم منه إذا صار ثورًا. وبقرة معجل: لها عجل، من أعجلت صارت ذات عجلٍ. والعجلة أيضًا من النخل نحو النقير منه كأنه يتعجل به الخمر. قوله:} ولو يعجل الله للناس الشر {[يونس: ٨] الآية أي أنهم يدعون على أنفسهم بالشر كما يدعون لها بالخير. فلو عجل لهم من الشر ما يستعجلونه بدعائهم مثل استعجالهم الخير لهلكوا، وقيل: لو أخذهم فعجل لهم العقوبة كاستعجالهم بالخير لفرع من الأمر فهلكوا.

ع ج م:

قوله تعالى:} ولو نزلناه على بعض الأعجمين {[الشعراء: ١٩٨]. الأعجم: من في لسانه عجمة عربيًا كان أو أعجميًا، والأعجمي منسوب إليه، والنسب إلى الصفات لا ينقاس نحو أحمري (منسوب إلى أحمر) وقد ورد ذلك. وأنشد: [من الرجز]

٩٩٦ - أطربًا وأنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري

وأما "الأعجمين" في الآية فجمع أعجم لا أعجمي وإنما جاز ذلك لأنه ليس أفعل فعلاء. والأعجمي إلى العجم فصيحًا كان أو غير فصيحٍ. والعجمة خلاف الإبانة. والإعجام: الإبهام، وهو أيضًا إزالة الإبهام. ومنه أعجمت الكتاب، أي أزلت عجمته

<<  <  ج: ص:  >  >>