عربت عليه: إذا رددت عليه من حيث الإعراب، قاله الراغب، ومعناه على هذا أنه ناسخ لغيره من الأحكام. وقيل: لكونه منسوبًا إلى النبي العربي من حيث إنه منزل على قلبه وبلسانه. قوله:} عربًا {أي متحبباتٍ لبعولتهن حسان في أعينهن. وقيل: لأنها لا تعرب بحالها عن عفتها ومحبة زوجها؛ الواحدة عروب. والمعرب: المتحري في كلامه الصواب، والمبين عما في نفسه، وصاحب الفرس العربي كالمجرب لصاحب الجرب.
ويعرب: يقال إنه أول من نقل السريانية إلى العربية. ومن قيل أنه سمي باسم فعله. قوله:} وهذا لسان عربي مبين {[النحل: ١٠٣] اللسان هنا: اللغة، ووصفه بالإبانة بعد نسبته إلى العرب تنبيه على أن صاحبه يتكلم بالعربية. يقال: عرب اللسان يعرب عروبًا وعروبية. وفي الحديث:"الأيم يعرب عنها لسانها" أي يبين، إلا أن أبا عبيدٍ قال: الصواب يعرب؛ بالتشديد. قال الفراء: يقال: عربت عن القوم: إذا تكلمت عنهم، ومنه الحديث الآخر:"فإنما كان يعرب عما في قلبه ولسانه". وقد رد ابن قتيبة على أبي عبيد وقال: الصواب التخفيف لأنه يقال: اللسان يعرب عما في الضمير. قال أبو بكرٍ: لا حجة لابن قتيبة علي أبي عبيدٍ لأنه حكاه عن الفراء عن العرب. والذي قاله ابن قتيبة إنما عمله برأيه عملاً، واللغة تروى ولا تعمل ولا سمعنا أحدًا يقول: التعريب باطل كما قال، لأنه لا اختلاف بين اللغويين في أنه يقال: أعربت الحرف وعربت الحرف. فالفراء يذهب إلى أن عربت أجود من أعربت مع عن، فإذا لم تكن عن فأعربت وعربت لغتان متساويتان لا تقدم إحداهما على الأخرى.
قلت: وهذا هو المشهور، وهو أن اللغة سماع لا قياس، وإنما حكيت هذا الكلام برمته لإفادته لاسيما عن فحول الصناعة. وقال ابن الأعرابي: أعرب الصبي والعجمي: إذا فهم كلامهما بالعربية. وعربا: إذا لم يلحنا. وقال عمر رضي الله عنه:"ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألا تعربونه؟ " أي تمنعونه. وقيل: فقبحوا فعله عليه. وفي