• قلت لأبي عبد الله أحمَد بن حَنبل: أتَذهَب في التشَهُّد إلى حَديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال:«نَعم». قلت: والدعاء في آخِر التشَهُّد؛ أتختار ما جاء عن ابن مسعود في حَديث عمير بن سعد؟ قال:«نَعم، أنا أختارُه».
• وسمعت إسحاق يقول:«التشَهُّد أن يقول: «بِسم الله، التحيات لله والصَّلَوات والطيِّبات، السلام عَلَيك أيُّها النبي ورَحمَة الله وبَرَكاته، السلام عَلَينا وعلى عِباد الله الصالِحين، أشهَد أن لا إلهَ إلا الله، وأشهد أن محمدًا عَبدُه ورَسوله»».
قال:«وإن تَشَهَّد بِغَير هذا مما رواه أبو موسَى الأشعري، وجابِر بن عبد الله، وابن عَبَّاس -رضي الله عنهم-؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو جائز، وبما عَلَّم عُمَر بن الخطاب -رضي الله عنه- الناسَ على المنبَر، أو بما تَشَهَّدَت به عائشَة، أو ابن عُمَر، أو غَيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو جائز، وما وَصَفنا من تَشَهُّد ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو أحبُّ إلَينا. ثم يَنهَض، ويَعتَمِد على يَدَيه؛ إذا كانت بِهِ عِلَّةٌ أم لا، فإذا جَلَسَ في آخِر صَلاته؛ تَشَهَّد، ثم حَمِدَ الله -تعالى-، ثم يُصَلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم».
باب: الدُّعاء بَعدَ التَّشَهُّد
• وسمعت أبا يَعقوب يقول:«كانوا يَستَحِبُّون أن يَقولوا بَعدَ التشَهُّد: «اللهم إني أسألك من الخير كُلِّه؛ ما عَلِمت منه وما لم أعلَم، وأعوذ بِك من الشرِّ كُلِّه؛ ما ⦗٥٠٢⦘ عَلِمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خَير ما سألك عِبادك الصالِحون، وأعوذ بِك من شَرِّ ما عاذ مِنه عِبادك الصالِحون، ربَّنا آتِنا في الدنيا حَسَنَة، وفي الآخِرَة حَسَنَة، وقِنا عَذابَ النار، ربَّنا إننا آمنَّا فاغفِر لَنا ذُنوبَنا وكَفِّر عَنَّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الأبرار، رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدتَنا على رُسُلِك ولا تُخزِنا يَومَ القيامَة، إنك لا تُخلِف الميعاد».