ثم تَنقُص كُلَّ يَومٍ شَيئًا حتى يَكون يَوم أشتاد روز من أردِبهشت ماه، وهو يَوم تِسعَةَ عَشَر من حزيران، ويَومَئذٍ يَنتَهي طول النَّهار، فيَكون النَّهار خَمَسة عَشَر ساعَة (١)، والليل تِسع ساعات، وتَدخُل الشَّمس في السَّرَطان، ويَنقَضي الصَّيف، ويَدخُل أوَّل الخَريف، ثم تَزول يَومَئذٍ على نِصفِ قَدَم، أو أقَلَّ أو أكثَر -إن شاء الله-، وأوَّل وَقت العَصر يَومَئذٍ سَبعَة أقدام ونِصف، أو نَحو ذلك -إن شاء الله تَعالى-.
فهذا ما ناظَرتُ فيه المكِّيِّينَ وسمعت مِنهم في الزَّوال سَنَةَ إحدى أو ثِنتَين أو ثَلاثٍ وعِشرين ومائتَين، أو ماشاء الله من ذلك».
باب: مَعرِفَة الكَواكِب التي تَدُلُّ عَلى استِواء القِبلَة في البُلدان
o قال أبو محمد حرب بن إسماعيل: «قال الله -تَعالى- لِنَبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ⦗٦٠٢⦘ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، فالكَعبة الحرام قِبلَة أهل الإسلام حَيثُما كانوا من الدُّنيا، فأما وَجه الكَعبَة، والباب، وما بَينَ الحَجَر الأسوَد والرُّكن الشامي الذي عن يَمينك إذا استَقبَلت بابَ البَيت؛ فقِبلَةُ أهل البَصرَة وما والاها، وأهل الأهواز وكُورها، وأهل فارس، وأهل كِرمان، وأهل قَهستان، وأهل خُراسان.