o حدثنا أبو القاسِم عيسَى بن محمد، قال: حدثني حرب بن إسماعيل الحنظلي، قال:
• سمعت إسحاق يقول:«إذا قَرأ الرجلُ السَّجدَةَ، فسَجَدَ بِها، ثم قام فرَكَع؛ فأحَبُّ إليَّ أن يَقرأ شَيئًا، وأرجو أن يُجزئه وإن لم يَقرأ شَيئًا، وقد قَرأ عُمَر بن الخطاب -رضي الله عنه-: {والنجم} في الصُّبح، فسَجَدَ بِها، ثم قام، فقَرأ:{إذا زلزلت}، ثم رَكَع. وهو الذي نَعتَمِد عَلَيه، وإن لم يَفعَل فهو جائز؛ بَعدَ إذْ كان قَرأ قَبلَ السُّجود فاتحة الكِتاب، وهو مُسيءٌ حَيثُ لم يَقرأ بَعدَ رَفعِهِ رأسَه من السَّجدَة».
٩٨٠ - حدثنا عبد الله بن سوار، عن جَرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين، قال:«أُنبِئت أن عُثمان بن عفان كان إذا قَرأ سورَة النَّجم، فأتى على السَّجدَة؛ سَجَد، ثم قام، فقَرأ:{إذا زلزلت الأرض زلزالها}، أو نَحوَها، ثم رَكَعَ وسَجَد».
٩٨١ - قال:«وأُنبِئت أن ابن مسعود كان إذا قَرأها على النَّاس؛ سَجَد، وإذا قَرأها في صَلاةٍ؛ رَكَعَ وسَجَد،
٩٨٢ - وأُنبِئت أن عبد الله بن عُمَر كان إذا انتَهَت بِهِ القِراءة؛ رَكَعَ وسَجَد، وإذا أراد أن يَقرأ بَعدَها شَيئًا؛ سَجَد، ثم قام فرَكَعَ وسَجَد».
باب: الدُّعَاء فِي سُجُود القُرآن
• وسمعت إسحاق يقول:«إذا قَرأ السَّجدَة في المكتوبَة، فإن شاء دَعا فيها بِكُلِّ ⦗٤٥٨⦘ ما يُسَمَّى دُعاءً، بَعدَ أن يكون مِمَّا جاءت به الآثار؛ مِثلَ ما ذُكر عن داوُد النبي صلى الله عليه وسلم: «سَجَدَ وَجهي مُتَعَفِّرًا بِالتُّراب لِخالِقي، وحُقَّ لَه»، وكَما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«سَجَدَ وَجهي للذي خَلَقَه وصَوَّرَه، فأحسَن صورَتَه، فشَقَّ سَمعَه وشَقَّ بَصَرَه، بِحَولِهِ وقُوَّتِه، تَبارَك الله أحسَن الخالِقين»، وهو الذي نَعتَمِد عَلَيه؛ لِمَا رَوَى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَقول ذلك في سُجود الصَّلَوات المكتوبات، فأحسَنُ ما يُختار لِسُجود القرآن: ما ثَبَتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يَدعو بِهِ في المكتوبات والنَّوافِل، مَعَ ما ذُكِرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَقول ذلك -أيضًا- في سُجود القرآن».