القلعة، فأرسل السلطان يسأله عن ذلك فقال: لم يثبت هذا في السنة، فسكت عنه وترك فعل ذلك بعد ذلك، وكان مقصد السلطان في ذلك جميلاً.
وفي ذي القعدة أخذ نائب طرابلس قلعة الجواي وهي من قلاع الإسماعيلية عنوة وخربها حتى صارت أرضاً.
وفي أخر ربيع الآخر ابتدأ النيل في الزيادة ثم توقف ونقص أربعة عشر إصبعا، فأرسل السلطان طائفة من القراء إلى المقياس، فأقاموا، فيها أياماً يقرؤن القرآن وتطبخ لهم الأطعمة، وأمر سودون صوفي حاجب الحجاب أن يركب إلى شاطئ النيل ويحرق ما يجده هناك من الأخصاص التي توضع للفساد ويظهر الفسقة فيها المناكر من الزنى وشرب الخمر واللواط متجاهرين بذلك غير محتشمين منه فأوقع بهم فنهب بعضهم بعضاً، فقدر الله بعد ذلك بوفاء النيل وزاد بعد الوفاء - زيادة بالغة إلى أن انتهت إلى عشرين ذراعاً سواء وثبت إلى وقت انحطاطه ثباتاً حسناً.
وفي ثاني عشري ربيع الآخر دخل مينا الإسكندرية مركب من الفرنج ببضاعة فثار بينهم وبين بعض العتالين شر آل إلى القتال فأخذ الفرنج مركبا فيها عدة من المسلمين فبعث إليهم النائب غريمهم العتال فردوا ما أخذوه من المسلمين وانتقموا من العتال، ثم وثبوا على مركب وصلت للمغاربة فأخذوها بما فيها، فما نجا منها غير خمسة عشر رجلاً سبحوا في الماء.