عبد الله بن إبراهيم خليل، البعلبكي الدمشقي جمال الدين ابن الشرايحي ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ جمال الدين بن بردشْ وغيره، ثم دخل دمشق فأدرك جماعة من أصحاب الفخر وأحمد بن شيبان، ونحوهم فسمع منهم، ثم من أصحاب ابن القواس وابن عساكر، ثم من أصحاب القاضي والمطعم ومن أصحاب الحجار ونحوه ومن أصحاب الجزرى وبنت الكمال والمزي، فأكثر جداً وهو مع ذلك أمي، وصار أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل. وليه مع ذلك فضائل ومحفوظات ومذاكرة حسنة، وكان لا ينظر إلا نظراً ضعيفاً، وقد حدث بمصر والشام، سمعت منه وسمع معي الكثير في رحلتي وأفادني أشياء، وكان شهماً شجاعاً مهاباً جداً كله، لا يعرف الهزل، وكان يتدين مع خير وشرف، قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فقطنها مدة طويلة، ثم رجع إلى دمشق وولي تدريس الحديث بالأشرفية إلى أن مات في هذه السنة.
عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر، العذري جمال الدين البشبيشي، ولد في عاشر شعبان سنة ٧٦٢، وقرأ في الفقه والنحو، وأخذ عن شيخنا الغماري وابن الملقن، وتكسب بالوراقة وكتب الخط الجيد، وصنف كتاباً في المعرب وكتاباً في قضاة مصر، ونسخ بخطه كثيراً، وناب في الحسبة عن صاحبنا الشيخ تقي الدين المقريزي، وكان ربما جازف في نقله، سمعت من فوائده كثيراً، ومات بالإسكندرية في ذي القعدة.
عبد الرحمن بن محمد بن حسين، السكسكي البربهي التعزي، أحد الفضلاء باليمن، برع في الفقه وغيره، ثم حج فلما رجع مات وهو قافل في ثالث المحرم.