ولم يزل على حاله متقطعاً في منزله ملازماً للأسماع إلى أن مات في أواخر ذي القعدة من هذه السنة وقد أكمل أربعاً وثمانين سنة، ولم يبق بعده بالقاهرة من يروي عن أحد من مشايخه لا بالسماع ولا بالإجازة بل ولا في الدنيا من يروي عمن سميت من مشايخه المذكورين رحمه الله تعالى.
محمد ناصر الدين ابن البيطار، كان في ابتداء أمره يتعانى صناعة البيطرة، ثم قرأ القرآن واشتغل بالفرائض فمهر في ذلك، ثم أقبل على الفقه ففاق أقرانه، وأقرأ في الجامع مدة ولم يترك جائزته ويسترزق منه، وكان صالحاً خيراً ديناً، مات في ربيع الآخر.
مشترك ويقال له اجترك القاسمي، من كبار الأمراء، تنقل في الولايات منها نيابة غزة، مات في جمادى الأولى.
يوسف بن محمد بن عبد الله، الحميدي جمال الدين الحنفي، نسب إلى امرأة كان يقال لها أم حميد، ونشأ بالإسكندرية وتفقه حتى برع وولي قضاء الحنفية بها وكان موسراً، مات في خامس عشري جمادى الآخرة وقد زاد على الثمانين، وكان لا بأس به.