وهدمت بسببه دور وضربت جماعة ولم يظهر له أثر إلى حين تسطيرها في شعبان سنة ست وثلاثين، فسافرنا مع السلطان إلى الشام ولم يظهر له خبر محقق؛ وذكر لي من أثق به أنه حي موجود بالقاهرة.
وفيه كثرت الأخبار بأن الفرنج تحركوا على بلاد المسلمين، فجهزت عدة أجناد إلى السواحل، فندب عدة إلى دمياط، وعدة إلى الإسكندرية وغيرهما.
وفي ثالث عشري رمضان نفي طيبغا مملوك ناظر الخاص ابن نصر الله، وكان شاباً جميلاً رباه وهو صغير، فلما ترعرع انتزعه منه المؤيد فصيره من الخاصكية، ثم عاد بعد موت المؤيد إلى أستاذه، فاتفق أن ناقة من الهجن الخاص نفرت من إصطبل السلطان فصارت لطيبغا فيقال إن حسنا الهجان واطأه على أخذها فطلبت منه فجحدها، فأمر السلطان بحبس حسن وعزله بسببها من وظيفته، ثم جعل شريكاً للذي انتزعها منه بعد عشر سنين.
وفيه سار إسكندر بن قرا يوسف فنزل ماردين وحاصرها حتى تسلمها وانهزم منه قرا يلك ثم نازل آمد، ففر قرا يلك إلى شاه رخ وكان قد سار من بلاده إلى تبريز فحاصرها حتى ملكها، فلما بلغ ذلك إسكندر وإخوته أولاد قرا يوسف، توجهوا إلى جهة تبريز فالتقى بهم شاه رخ فكانت الهزيمة على ابن قرا يوسف فخرب شاه رخ تبريز ونقل أموالها ورجع إلى بلاده، وانهزم اسكندر إلى الجزيرة ورجع قرا يلك إلى آمده ثم رجع