المؤذن، وله سنة بضع وأربعين، وأحضر على تاج الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي سعد الشهاب الهكاري والعز بن جماعة والنور الهمداني، وولي رئاسة المؤذنين بالحرم الشريف بعد البهاء عبد الله بن علي الكازوروني؛ ومات في ربيع الأول.
محمد بن خالد شرف الدين الشنشي - بفتح الشينين المعجمتين بينهما نون مفتوحة - كان موقع الحكم للشافعية، وكان ماهراً في صناعته، قوى الهمة شديد الجلد متثبتاً، لم يزل يحضر الدروس طالباً الوظائف المتعلقة به مع كبر السن إلى أن انقطع قدر شهر ومات في ثامن ربيع الآخر وقد جاوز الثمانين؛ ولو كان تصدى لسماع الحديث لأدرك إسناداً عالياً.
محمد بن عبد الله بن عمر بن يوسف، المقدسي الصالحي الحنبلي المعروف بابن المكي شمس الدين. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وتفقه قليلاً وتعانى الشهادة، ولازم مجلس القاضي شمس الدين ابن التقي، وولي رئاسة المؤذنين بالجامع الأموي وكان من خيار العدول عارفاً جهوري الصوت حسن الشكل، طلق الوجه منور اشيبة؛ مات في جمادى الأول بعد أن أصيب بعدة أولاد كانوا أعيان عدول البلد مع النجابة والوسامة فماتوا بالطاعون.
محمد بن علي بن أحمد، الغزي الحلبي المعروف بابن الركاب شمس الدين، ولد سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بغزة، وتعاني الاشتغال بالقراآت فمهر، وقطن بحلب، واشتغل في الفقه بدمشق مدة، ثم أقبل على التلاوة والإقراء فانتفع به أهل حلب، وكان قد أقرأ غالب أكابرهم، وأقرأ الفقراء بغير أجرة، وممن قرأ عليه قاضي حلب علاء الدين ابن خطيب الناصرية، وكان قائماً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواظبة الإقراء مع الهرم؛