للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يهدم ما سدَّه ثم يبنى فلم يوافقه أحد، وانفصل المجلس على ذلك وَقَصُرَ حُكْمُ نائبِ الحكم (١) بأن السّاحة المذكورة الدائرة حول الجامع من جريم الجامع وأنَّ لها حكم الجامع على ما ينافيه مما لم يتقدم به حُكْمُ أحدٍ من الحكام، وحصل للعَلَم والحنفى من ذلك حُنْقٌ زائدٌ، فأمَّا العلَمَ فبذل جهده في السعى ليعود إلى القضاء فتعذر عليه ذلك، وأما الحنفى فصار يمتنع من حضور المجالس مع الشافعى والله الحمد.

وأدير المحمل في هذه السنة في ثالث رجب.

وفى هذه السّنة مُنع الناس من السفر في وسط السنة إلى الحجاز صحبة ابن المرأة خشيةً عليهم من نهب العرب.

* * *

وكان كسرُ الخليج فى الخامس من مسرى وانتهت الزيادة في هذه السنة إلى إحدى وعشرين إصبعا من ثمانية عشر ذراعًا إلى آخر مسرى (٢)، ووصل المبشر يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة فقطع المسافة في أربعة عشر يوما، وهذا أسرع ما سمع في ذلك.

وفي سابع عشر شعبان -وهو الثالث والعشرون من برمودة- أرعدت (٣) السماء وأمطرت مطرًا غزيرًا. وفي هذه السنة تقطع غالب الجسور التي عملت للنيل فشَرَق بسبب ذلك كثير من البلاد.

وفى أول رمضان تراءى الناسُ الهلالَ فخفى عليهم، فشهد به إثنان بعد العشاء فثبت، فلمّا أصبح السلطان استغْرب ذلك لكونه تراءى هو ومن معه ومكانهم بالقلعة مرتفع جدًا وكانت السماء صاحيةً (٤) فاستدعى بالشهود فحضروا عنده فامتحنهم بأَن فرّق بينهم، وبأَن


(١) أمامها في هامش هـ بخط البقاعي "لعله الحنفى".
(٢) الوارد في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٨، أن غاية فيضان النيل بمقياس الروضة في هذه السنة لم تكن معلومة، وإنما كان الوفاء في الخامس من مسرى.
(٣) أمامها في هامش هـ بخط البقاعي: "إنما يقال رعدت ثلاثيا مجردا"؛ ثم جاء بخط غيره "عبارة المختار: رعدت السماء وأبرقت وبابه نصر، وأرعدت السماء وأبرقت أيضا، وأنكر الرباعي الأصمعي فيهما"، هذا ويلاحظ مطابقة التاريخين العربي والقبطى لما جاء في التوفيقات الإلهامية، ص ٤١٨، وكان ذلك يوم ١٨ أبريل سنة ١٤٣٢.
(٤) في هامش بخط البقاعي: "إنما يقال مصحية".