وفي يوم الأربعاء توجه القاضي المستقر إلى مصر على العادة، وكان استقر في نقابة الحكم بشخص يقال له حسن الأميوطي وكان رسولاً في الحكم، فنقم عليه شيء فصار يتوكل في المحاكمات، ثم اتصل بالقاضي المستقر، فلما كان هذا اليوم طلع إلى القلعة ومعه شيء من الذهب الموعود به فخلع عليه قباء بطراز، فاستمر لابسه وهو راكب قدام القاضي من مصر إلى القاهرة في الشارع، وتعجب الناس من ذلك. وفيه نزلت صاعقة بحدة فأتلفت شيئاً كثيراً، ووقع حريق وهلك نحو المائة نفس، وتلف لبعض التجار مال كثير، ومن العجائب أن البضاعة المتعلقة بالسلطان سالمة، ويقال إن غالب الأبنية المتجددة في جدة احترقت واحترق أيضاً مركبان بما فيهما من البضاعة، ووقعت وقعة بين القواد وجانبك شاد جدة فجرح عدة، ثم أصلح بينهم من كان أمير مكة، وفي العشر الأخير منه موافقاً لأوائل بشنس من اشهر القبط زاد النيل زيادة كثيرة وشاهدت المقياس واعتبرته فوجدت الماء في نصف الذراع الثامن هذا وقد بقي للأمد المعتاد أكثر من أربعين يوماً.
وفي السابع عشر منه طيف بالمحمل وخرج الحاج وفي الظن أنهم قليل، فاجتمع في بركة الجب خلائق بحيث أنهم صاروا ثلاثة ركوب. الأول ولد الدويدار الكبير وأمير المحمل غرس الدين خليل الذي كان أمير الإسكندرية، وتوجه جمع كثير من الركبين صحبة جماعة من الخاصكية، وسافر الأول يوم الأحد.