ناظر الجيش ومن معه، ورجع المستقر إلى منزله، وهرع الناس للسلام على المنفصل، وحصل للمنفصل قهر عظيم لأنه لم يكن يظن أن ذلك يقع، ووقع في هذا اليوم لناظر الجيش إساءة من مملوك من مماليك السلطان ثم تكرر ذلك، وصار لا يركب إلا مع جماعة يحمونه من معرتهم - وانخرقت تلك الحرمة واتضعت تلك الكلمة وجرى بين جوهر الخازندار مع بعض الخاصكية كلام أغلظ له فيه، ونسبه إلى انه كان السبب في تلك المظالم، وانحطت منزلته جداً وعظم قدر جوهر الزمام، ولم يتأثر الخازندار لما قيل فيه ومشى على طريقته، وتسلط كثيرمن الجند على ناظر الجيش وكرروا الإساءة عليه بالقول والفعل والتهديد، وكلما رام تلك الصفة التي كان عليها في زمن الأشرف عورض - ولله الامر.
وفي أوله تصدى الأمير الكبير نظام المملكة للحكم بين الناس في كل يوم وبسط العدل، ولم يمنع أحداً طلب الشرع من التوجه حيث أراد من الحكام سواء كان نائباً أو مستقلاً، واستقر عنده شهاب الدين ابن العطار دويدار وكان عند تمرباي الدويدار، وهو مشكور السيرة كثير التودد والعقل.
وفيها خرج على الحاج عرب بلي فأخذوا نحواً من ألفي جمل كانت مع العرب من جهينة وغيرها، فمنها كثير من الحاج العزاوي والشامي ومعهم الكثير من بهار المصريين ومن أمتعتهم وهداياهم وذلك عند الوجه، فأخذوا الجمال ورموا ركابها وأخذوا نفائس ما معهم، فتوصل الكثير منهم حفاة عراة إلى بئر الأزلم فمات الكثير منهم هناك،