وسئل أمير الركب آقبغا التركماني أني قيم بالأزلم حتى بتكامل الذين سلموا من الموت، فامتنع ورحل من أول النهار فهلك الذين وصلوا بعدهم ولم يجدوا من يرفدهم ومات أكثرهم فكانت قصة شنيعة، وتوصل بعضهم إلى عيون القصب فركب البحر من جزيرة عينون ودخل الحاج أولاً فأولاً، فأول من وصل الترك الذين كانوا بمكة في العام الماضي ومعهم جمع كثير في الحادي والعشرين، ووصل قبلهم طائفة في السابع عشر تقدموا من المويلجة، ووصل جماعة تقدموا من نخل في الثاني والعشرين، ودخل الركب الأول في الثالث والعشرين والمحمل في الرابع والعشرين، وانطلقت ألسنتهم بذم أمير الركب وأنه كان السبب فيما صنع عرب بلي لكونه أرسل أحد الرئيسين مبشراً، وزنجر الآخر فغضب قومه وفعلوا ما فعلوا ولم يعاتب أمير الركب فضلاً أن يعاقب، ثم تبين أن العرب الذين حملوا البهار سلموا، ووصل معهم جمع كثير من الحجاج وذكروا أن بقيتهم ركبوا البحر وأنه لم يمت منهم إلا القليل.
وفيه استقر كل من عبد الرزاق الطرابلسي وسراج الدين العبادي إماماً للسلطان فصاروا خمسة، وكان عبد الرزاق إمامه قبل السلطنة.