وفيه توجه جماعة لتلقيد أمراء البلاد على ما كانوا عليه.
وفيه استقر فارس الخادم الرومي شيخ الخدام بالمدينة الشريفة عوضاً عن ولي الدين بن قاسم، وتوجه من جهة البحر إلى الينبع ليسير منها إلى المدينة.
وفي آخره وصل الخبر من العسكر المصري أنهم رجعوا من أرزنكان في أول يوم من المحرم، ووصلوا مدينة حلب في الخامس -، وجهزوا القاصد بأخبارهم وتوجههم إلى جهة حلب بعد - أن لم يبق في الجهة التي قصدوها أحداً عاصياً، وكل ذلك قبل أن يبلغهم خبر موت السلطان.
وفيه وثب نائب حلب - تغري برمش على ثقل بعض الأمراء المجردين فنهبه ورجع إلى جهة ملطية خارجاً عن الطاعة، ووصل الخبر من بقية الأمراء بذلك إلى القاهرة في الثالث من صفر، ثم تبين فساد النقل المذكور واستمرار المذكور على الطاعة.
صفر - أوله الخميس، نزل ناظر الجيش من القلعة فلاقاه جماعة من المماليك نحو العشرة، فأساءوا عليه بالسب ثم سل أحدهم الدبوس وقصد ليضربه، فلاقاه عنه الأستادار وهو مملوكه جاني بك، فاجتمع من المماليك آخرون وتكاثروا، فدكس فرس لجهة القلعة ونزل عنه ودخل الجامع فتفرقوا، ثم توجه إليه الوزير وغيره فأخذوه معهم إلى بيته فأقام به، وحصل بذلك من كسر حرمته ما حصل له به القهر العظيم ولكنه تدارك ذلك، وألبس خلعة صبيحة يوم الجمعة ونزل إلى بيته وهرع الناس للسلام عليه.