وكان متقشفاً، مطرح التكلف واستمر على ذلك، وكان طعامه مبذولاً لكل من دخل عليه، فصرف بعد ثمانين يوماً بالبدر الأخنائي ثم أعيد في رجب سنة تسع وسبعين واشتد في أمره، وعاند ابن جماعة والآكمل فتمالآ عليه حتى صرف في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين فلزم داره حتى مات في سادس عشر صفر.
شيخ علي شاه زاد بن أويس بن حسن بن حسين بن آقبغا، كان من جملة الأمراء، فلما قتل أحمد بن أويس أخاه حسناً في سنة أربع وثمانين قبض على أمراء الدولة فقتلهم وأقام أولادهم في وظائفهم، فنفرت منه قلوب الرعية وتمالؤا عليه وأقاموا أخاه هذا سلطاناً وتوجهوا به من بغداد إلى تبريز فالتقاهم بمن معه ومعه قرا محمد بن بيرم خوجا صاحب الموصل وهو صهره كانت بنته تحت أحمد فالتقى بمقدمة القوم فراسله خضر شاه بن سليمان شاه الأسلاي وكان أجل أمراء بغداد فانهزم خضر شاه وأصيب شاه زاد بسهم فحمل إلى أخيه أحمد وبه رمق فمات.
طشتمر بن عبد الله الدوادار، مات بالقدس بطالاً.
طقج المحمدي أحد الأمراء المقدمين بالقاهرة، ثم نقل إلى دمشق فمات بها.
عبد الله بن الحاجب بيبرس، تقدم بالقاهرة في دولة أينبك، وكان خيراً متواضعاً، وكان ولي كشف الجسور فأنكر عليه السلطان أمراً فكتب إليه كتاباً يتهدده فيه، فخاف وغلب عليه الخوف فمرض ومات في جمادى الأولى.
عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم التيمي الحلبي الأصل، تقي الدين بن محب الدين، ناظر الجيش، ولد سنة ست وعشرين وسبعمائة، واشتغل بالعلم، ثم باشر كتابة الدست في حياة أبيه، وتقدم في معرفة الفن، وصنف فيه تصنيفاً لطيفاً، عليه اعتماد الموقعين إلى هذه الغاية، وكانت له عناية بالعلم، وسمع الشفاء على الدلاصي وغيره، ثم ولي نظر الجيش استقلالاً بعد أبيه، ومات في حادي عشر جمادى الأولى.