عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحيم بن الترجمان عماد الدين الحلبي، سمع حضوراً على العز إبراهيم ابن صالح بن العجمي في الثانية من أول عشرة الحداد إلى ترجمة أبي المكارم سنة ٣١، وسمع وهو كبير على غيره، وكان ذا ثروة، وبنى مكتباً للأيتام ووقف عليه وقفاً، سمع منه الشيخ برهان الدين المحدث، ومات يوم عيد الفطر سنة ست وثمانين.
عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين بن أبي حفص الأفريقي ثم المصري، أوحد الدين، سبط القاضي كمال الدين بن التركماني، اشتغل على مذهب الحنفية قليلاً، وباشر توقيع الحكم، ثم اتصل ببرقوق أول ما تأمر، والسبب في معرفته به أن شخصاً يقال له يونس كان أمير طبلخانات في حياة الأشرف مات وكان أوحد الدين شاهد ديوانه فادعى برقوق أنه ابن عمه عصبته فساعده أوحد الدين على ذلك إلى أن ثبت ذلك بالطريق الشرعي فلما قبض برقوق الميراث ممن وضع يده عليه وهو أحمد بن الملك مولى يونس الميت المذكور أعطى أوحد الدين منها ثلاثة آلاف درهماً وهي إذ ذاك تساوي مائة وخمسون مثقالاً ذهباً فامتنع من أخذها واعتذر أنه ما ساعده إلا لله تعالى، فحسن اعتقاد برقوق فيه، فلما صار أمير طبلخانات استخدمه شاهد ديوانه، ثم لما تأمر جعله موقعاً عنده فاستمر في خدمته وبالغ في نصحه. واستقر موقع الدست مع ذلك إلى أ، تسلطن فصيره كاتب سره وعزل بدر الدين بن فضل الله فباشرها أوحد الدين مباشرة حسنة مع حسن الخلق وكثرة السكون وجمال الهيئة وحسن الصورة والمعرفة التامة بالأمور، وبلغ من الحرمة ونفاذ الكلمة أمراً عجيباً لكن لم تطل مدته بل تعلل وضعف ثم اشتد به الأمر حتى ذهبت عنه شهوة الطعام وابتلي بالقيء فصار لا يستقر في بطنه شيء إلى أن مات في ذي الحجة ولم يكمل الأربعين.
علي بن أحمد الطيبرسي، كان استادار خوند أم الأشرف، وسئل في الإمرة مراراً فامتنع، مات في شوال.