ولما قدم الظاهر سنة ثلاث وتسعين اختفى، ثم قبض عليه في هذه السنة وسجن بالقلعة، فمات في جمادى الأولى، ومات أبوه في سنة ثلاث وتسعين.
شاه يحيى بن المظفر تقدم قريباً مع أخيه منصور.
أبو بكر بن عثمان بن العجمي زين الدين الحلبي نزيل القاهرة، سمع الحديث ببلده واشتغل بالآداب فمهر فيها وطارح الصلاح الصفدي بقصيدة شهيرة أجابه عنها وهي في " ألحان السواجع " للصفدي، وولي التوقيع بالقاهرة، وكان يكتب خطاً حسناً وينظم شعراً وسطاً ونثره كذلك مع دين وخير ومحبة في العلم، مات عن سبعين سنة أو أكثر.
أبو الطيب بن علي بن أحمد الفوّي سمع الكثير بعناية أبيه من أصحاب الفخر، وتفقه قليلاً، ثم دخل في أمر الدولة فقطع لسانه ثم بقية أعضائه، ثم مات عن أربعين سنة.
أبو تاشفين ابن أبي حمو موسى بن يوسف التلمساني من بني عبد الواد، خرج على أبيه وحاربه وجرت له معه خطوب وحروب إلى أن قتل أبوه في المحرم سنة ٩٢، وأسر أخوه أبو عمر فقتله هو وملك تلمسان وصار يخطب لصاحب فاس لكونه نصره على أبيه ويقوم له كل سنة بمال إلى أن قام أبو زيان بن أبي حمو فجمع جموعاً ونزل على تلمسان وحصرها فكاده أخوه وفرق جمعه ووفد على صاحب فاس فجهز معه عسكراً في هذه السنة، فمات أبو تاشفين في شهر رمضان، فأقام وزيره أحمد ابن العز ولده فسار إليهم يوسف بن أبي حمو فقتل الصبي والوزير فخرج صاحب فاس إلى تلمسان فملكها وانقضت دولة بني عبد الواد بتلمسان وصارت لصاحب فاس.