وفي سادس صفر قبض على زوجتي محمود وولده محمد وكاتبه سعد الدين بن غراب وعوقوا بالقلعة، وحمل من دار محمود وهو ضعيف مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار أخرجت من خبئتين في داره، وفي حادي عشريه استقر قطلوبك العلائي أستادار السلطان عوضاً عن محمود وكان قبل ذلك أستادار أيتمش، واستقر علاء الدين الطبلاوي أستادار الخاص عوضاً عن محمود أيضاً.
وفيها استقر قديد الحاجب نائب الإسكندرية عوضاً عن مبارك شاه، واستقر مبارك شاه وزيراً، وفي هذا الشهر وصل اطلمش قريب تمرلنك فقبض عليه قرا يوسف التركماني صاحب تبريز فأرسله إلى الملك الظاهر فاعتقله، وكانت هذه الفعلة أعظم الأسباب في حركة تمرلنك إلى البلاد الشامية، كما سيأتي شرح ذلك، وفي ربيع الأول قبض على سعد الدين ابن كاتب السعدي وعلى ولده أمين الدين وسلما لابن الطبلاوي، ثم شفع فيهما فخلع عليهما ثم سلم له محمد بن محمود وأمر أن يستخلص منه مائة ألف دينار فيقال إنه عراه وأراد ضربه بالمقارع فخدعه بأن قال له: يا أمير! قد رأيت عزاً فزال فعزك أيضاً لا يدوم، فاستعفى ابن الطبلاوي منه فسلم لشاهين الحسني ثم أعيد إليه وتسلم والدته أيضاً،