ثم قبض على محمود وسلم لابن الطبلاوي في جمادى الأولى، وشرع في تتبع ذخائر محمود إلى أن حصل للسلطان منها بعناية سعد الدين ابن غراب كاتب محمود، ودلالته ما ينيف على ألف ألف دينار ما بين ذهب وفضة وغير ذلك، ثم سلم محمود لفرج شاد الدواوين في جمادى الآخرة فعصره ثم تسلمه ابن الطبلاوي فعصره أيضاً فأصر على عدم البذل.
وفيها استقر أبو الفرج درهم قيمتها إذا ذاك ستة آلاف دينار.
وفيها وقع بين الشريف الملكي الذي كان صيرفياً بقطياً ناظراً بها وواليا وضمنها في كل شهر بمائة ألف وخمسين ألف حسن بن عجلان أمير مكة وبين بني حسن وقعة هائلة كسرهم فيها وشتت شملهم وعظمت منزلته يومئذ، وقام في قمع المفسدين وإصلاح أحوال بلاد الحجاز، وفي جمادى الأولى هرب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري الدمشقي من القاهرة إلى بلاد الروم، وكانت بيده عدة وظائف بدمشق وتدريس الصلاحية ببيت المقدس وكان السبب في هروبه انه كان يتحدث عن قطلوبك بالشام في مستأجراته ومتعلقاته بدمشق، فزعم أنه تأخر عنده مال كثير فتحاكم معه عند السلطان فرسم عليه فهرب، ولما تحقق هربه استقر في تدريس الصلاحية الشيخ زين الدين أبو بكر القمني، وتفرق الناس وظائفه، ووصل هو في هربه إلى أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم، فاتفق أنه وجده عنده تلميذاً هناك يقال له شيخ حاجي، كان قد قرأ عليه القرآن بدمشق، فعرف الملك بمقداره فعظمه وأكرمه ورتب له في كل يوم مائتي درهم، وساق له عدة خيول ومماليك، وفي جمادى الآخرة استقر الشيخ زاده الخرستاني شيخ الشيخونية عوضاً عن بدر