وفي ذي الحجة قدم على شيخ بحمص الشيخ أبو بكر بن تبع وذكر أن شخصاً حضر إليه وذكر له أنه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام وهو يقول: ارجع عما أنت فيه وإلا هلكت، قال: يا رسول الله! ما يصدقني، قال: اذهب إلى ابن تبع فقل له يذهب إليه، قال: فإن لم يقبل من ابن تبع. قال: قل له فليقل له ما كلامه كيت وكيت، وذكر له ذكراً جرت عادة شيخ أن يحوط به نفسه عند النوم وعند القتال، فقص أبو بكر بن تبع ذلك على شيخ فصدق الإمارة وكتب إلى دمشق بأنه رجع عن المظالم، وكتب إلى أتباعه بالكف عن المصادرات ورد الأوقاف إلى أهلها ونودي بذلك في البلد، وكتب إلى قضاة دمشق بالكشف عن شمس الدين ابن التباني، وكان قد فوض إليه نظر الجامع والأوقاف وظهر عليه جملة مستكثرة ثم جاملوه وكتبوا له محضراً بأنه حسن المباشرة وأرسل مرجان الهندي خازندره يكشف عن حسابات الأوقاف وإلزام المباشرين عليها بعمارتها.
وفيها قتل محمّد بن أميرزا شيخ بن عم تمرلنك سلطان فارس، قام عليه أخوه إسكندر شاه فغلبه وكان محمّد كثير العدل والإحسان فيما يقال فتمالأ عليه بعض خواصه فقتله تقرباً إلى خاطر أخيه إسكندر واستولى إسكندر على ممالك أخيه فاتسعت مملكته.
وفيها أفرط النيل في الزيادة إلى تكملة العشرين ثبت ثباتاً زائداً عن العادة إلى نصف هاتور، ثم يسر الله بنزوله على العادة.
وفي أول يوم من جمادى الآخرة ضرب إمام قبة الصخرة بالمقارع بأمر السلطان وحبس بسجن ذوي الجرائم، والسبب فيه أنه قدم رسولاً من شيخ يعتذر عن قتال بكتمر جلق وأنه الذي بدأه بالقتال، فلم يلتفت له فأمر بضرب هذا وتوسيط رفيقه وهو من المماليك، وفيها مات داود بن سيف أرغد الحطي - بفتح المهملة وكسر المهملة الخفيفة بعدها ياء خفيفة - الحبشي الأمحري - بحاء مهملة - صاحب مملكة الحبشة وقدمت رسله على الظاهر