للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روح وريحان، وربّ راض غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض؟ فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غمّ الدنيا. فإذا قال: ما أتاكم؟ قالوا:

ذهب به إلى أمه الهاوية، وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، إلى عذاب الله، فيخرج كأنتن ريح خبيثة، حتى يأتوا به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح؟ حتى يأتوا به أرواح الكفار» (١).

وخرّج أبو داود الطيالسي قال: حدّثنا همام بن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة أن النبي قال: «إذا قبض العبد المؤمن جاءته ملائكة الرحمة فتسلم وتسلّ نفسه في حريرة بيضاء فيقولون: ما وجدنا ريحا أطيب من هذه. فيسألونه فيقولون: ارفقوا به فإنه خرج من غم الدنيا، فيقولون: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة»؟ قال: «وأما الكافر فتخرج نفسه فتقول خزنة الأرض ما وجدنا ريحا أنتن من هذه فيهبط به إلى أسفل الأرض» (٢).


(١) أخرجه النسائي (٤/ ٨) وهو في «الصحيحة» (١٣٠٩)، وقد تقدّم.
(٢) تقدّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>