للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المال على صاحبه، وقد قال رسول الله : «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أذى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله» خرّجه البخاري (١).

على أن حديث أبي أمامة في إسناده لين، وأعلى منه إسنادا وأقوى ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال: «القتل في سبيل الله يكفّر كل شيء إلا الدّين» (٢)، ولم يخص برّا من بحر. وكذلك ما رواه أبو قتادة: أن رجلا قال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلت في سبيل الله أيكفّر الله عني خطاياي؟ فقال له رسول الله : «نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر»، ثم قال رسول الله : «كيف قلت»؟ فقال: «أرأيت إن قتلت في سبيل الله أيكفّر الله عني خطاياي؟ فقال رسول الله : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبريل قال لي ذلك» (٣).

وخرّج أبو نعيم الحافظ بإسناده عن قاضي البصريين شريح، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، أن النبي قال: «إن الله يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا ابن آدم فيم أضعت حقوق الآدميين؟ فيم أذهبت أموالهم؟ فيقول: يا رب لم أفسده، ولكن أصبت إما غرقا وإما حرقا، فيقول الله ﷿: أنا أحق من قضى عنك اليوم، فترجّح حسناته على سيئاته فيؤمر به إلى الجنة» (٤). رواه من طرق. وقال يزيد بن هارون في حديثه: «فيدعو الله تعالى بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل». غريب من حديث شريح، تفرّد به صدقة بن أبي موسى عن أبي عمران الجوني.

قلت: هذا نص في قضاء الله سبحانه الدين إذا لم يؤخذ على سبيل الفساد - والحمد لله الموفق للسداد، والمبين على لسان رسول الله ما أبهم واستغلق من مشكل على العباد.

وقد قال بعض العلماء: إن أرواح المؤمنين كلهم في جنة المأوى، وإنما قيل لها: جنة المأوى؛ لأنها تأوي إليها أرواح المؤمنين، وهي تحت العرش فيتنعمون بنعيمها، ويتنسمون من طيب ريحها، وهي تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل من نور تحت العرش. وما ذكرناه أوّلا أصح - والله أعلم.

وقد روى ابن المبارك: أخبرنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال:


(١) في «صحيحه» رقم (٢٣٨٧).
(٢) أخرجه مسلم (١٨٨٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٨٨٥).
(٤) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١٤١) بسند ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>