ومنها الساعة قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ﴾ [الروم: ٥٥] وقال: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الروم: ١٢]- ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: ١٤] وقال: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ﴾ [غافر: ٤٦] وهو في القرآن كثير.
والساعة؛ كلمة يعبّر بها في العربية عن جزء من الزمان غير محدود وفي العرف على جزء من أربعة وعشرين جزءا من يوم وليلة، والّذين هما أصل الأزمنة.
وتقول العرب: أفعل كذا الساعة، وأنا الساعة في أمر كذا، تريد الوقت الذي أنت فيه، والذي يليه تقريبا له. وحقيقة الإطلاق فيها أن الساعة بالألف واللام عبارة في الحقيقة عن الوقت الذي أنت فيه، وهو المسمّى بالآن، وسمّيت به القيامة إما لقربها؛ فإن كل آت قريب، وإما أن تكون سميت بها تنبيها على ما فيها من الكائنات العظام التي تصهر الجلود وتكسر العظام.
وقيل: إنما سميت بالساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة، وقيل: إنما سميت بالساعة لأن الله تعالى يأمر السماء أن تمطر بماء الحيوان، حتى تنبت الأجساد في مدافنها ومواضعها حيث كانت من بحر أو بر، وتستقل وتتحرك بحياتها بماء الحيوان، وليست فيها أرواح، ثم تدعى الأرواح، فأرواح المؤمنين تتوقد نورا، وأرواح الكافرين تتوهج ظلمة، فإذا دعا الأرواح ألقاها في الصور، ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ في الصور، فإذا نفخ فيه خرجت من الصور، ثم أمرت أن تلحق الأجساد، فتبعث إلى الأجساد في أسرع من اللمحة، وإنما سميت الساعة لسعي الأرواح إلى الأجساد في تلك السرعة، فهي سائع، وجمعها ساعة، كقولك: بائع وباعة، وضائع وضاعة، وكائل وكالة، فوصفت أن سائر أموره في السرعة كلمح البصر، وأمر الساعة أقرب من لمح البصر. قاله الترمذي الحكيم.
وذكر أبو نعيم الحافظ بإسناده؛ عن وهب بن منبه قال:«إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراخ النساء، وقطرت العظام دما»(١).
ومنها القيامة، قال الله تعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ﴾ [القيامة: ١]. وهي في العربية مصدر قام يقوم، ودخلها التأنيث للمبالغة على عادة العرب، واختلف في تسميتها بذلك على أربعة أقوال: