للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال هلال بن سعد: يؤمر بإخراج رجلين من النار فيقول الله تعالى لهما: كيف وجدتما مقيلكما؟ فيقولان: شر مقيل. فيقول الله تعالى ذلك بما قدمت أيديكما، وما أنا بظلام للعبيد، ثم يؤمر بصرفهما إلى النار، فيعدو أحدهما في سلاسله حتى يقتحمها. ويتلكأ الآخر فيؤمر بردهما ويسألهما عن حالهما، فيقول الذي عدا: قد خبرت من وبال المعصية ما لم أكن لأتعرض لمخالفتك ثانية، ويقول الذي تلكأ:

حسن ظني بك أن لا تردني إليها بعد ما أخرجتني منها، فيؤمر بهما إلى الجنة.

قال المؤلف : وهذا الخبر رفعه الترمذي أبو عيسى بمعناه عن أبي هريرة عن رسول الله قال: «إن رجلين ممن دخلا النار اشتد صياحهما فقال الرب : أخرجوهما، فلما أخرجا قال لهما لأي شيء اشتد صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا، قال: إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها له بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول الله ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: رب إني لأرجو ألا تعيدني بعد ما أخرجتني، فيقول الله تعالى: لك رجاؤك فيدخلان الجنة برحمته» (١).

قال أبو عيسى: إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لأنه عن رشدين بن سعد، ورشدين ضعيف عن ابن نعم الإفريقي، والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث.

وعن أنس عن النبي قال: يقول الله تعالى: «أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام» (٢) قال: حديث غريب.

وذكر أبو نعيم الحافظ عن إسحاق بن سويد قال: صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة فلم أسمعه يتكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق قال: ثم حدّثنا قال:

بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول: انظروا في حسناته فينظر في حسناته فلا يوجد له حسنة فيقول: انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة، فيؤمر به إلى النار فيذهب إلى النار وهو يلتفت، فيقول: ردوه إليّ، لم تلتفت؟ فيقول: أي رب لم يكن هذا ظني، أو رجائي فيك - شك إبراهيم - فيقول: صدقت، فيؤمر به إلى الجنة (٣).

قلت وهذا الحديث رفعه ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال:

حدّثني أبو هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك أن فضالة بن عبيد، وعبادة بن


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٩٩) بإسناد ضعيف.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٢٧٦) والترمذي (٢٥٩٤)، وضعّفه الألباني.
(٣) انظر «حلية الأولياء» (٢/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>