بالأهواز: يا فلان! قل لا إله إلا الله، فجعل يقول ده يازده دوازده - تفسيره: عشرة أحد عشر اثنا عشر - كان هذا الرجل من أهل العمل والديوان، فغلب عليه الحساب والميزان. ذكر هذا التفسير أبو محمد عبد الحق. قال الربيع: وقيل لرجل هاهنا بالبصرة: يا فلان! قل لا إله إلا الله، فجعل يقول:
يا ربّ قائلة يوما وقد لغبت … أين الطريق إلى حمام منجاب
قال الفقيه أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النّجاد: هذا رجل قد استدلته امرأة إلى الحمام، فدلها إلى منزله فقاله عند الموت.
وذكر أبو محمد عبد الحق هذه الحكاية، في كتاب «العاقبة» له فقال: وهذا الكلام له قصة؛ وذلك أن رجلا كان واقفا بإزاء داره، وكان بابه يشبه باب حمّام فمرّت به جارية لها منظر وهي تقول: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال لها: هذا حمام منجاب. وأشار إلى داره فدخلت الدار، ودخل وراءها، فلما رأت نفسها معه في داره وليس بحمام؛ علمت أنه خدعها، أظهرت له البشر والفرح باجتماعها معه على تلك الخلوة، وفي تلك الدار، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما نطيب به عيشنا وتقر به أعيننا، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وبكل ما تشتهين، فخرج وتركها في الدار ولم يقفلها، وتركها محلولة على حالها ومضى، فأخذ ما يصلح لها ورجع، ودخل الدار فوجدها قد خرجت وذهبت، ولم يجد لها أثرا، فهام الرجل بها وأكثر الذكر لها والجزع عليها، وجعل يمشي في الطرق والأزقّة وهو يقول:
يا ربّ قائلة يوما وقد لغبت … أين الطريق إلى حمام منجاب
وإذا بجارية تجاوبه من طاق وهي تقول:
هلاّ جعلت لها لما ظفرت بها … حرزا على الدار أو قفلا على الباب
فزاد هميانه واشتدّ هيجانه، ولم يزل كذلك حتى كان من أمره ما ذكر. فنعوذ بالله من المحن والفتن.
قلت: ومثل هذا في الناس كثير ممن غلب عليه الاشتغال بالدنيا والهمّ بها أو سبب من أسبابها، حتى لقد حكي لنا أن بعض السماسرة جاء عند الموت فقيل له: قل لا إله إلا الله. فجعل يقول: ثلاثة ونصف، أربعة ونصف. غلبت عليه السمسرة.
ولقد رأيت بعض الحسّاب وهو في غاية المرض، يعقد بأصابعه ويحسب.
وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله فجعل يقول: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والجنان الفلاني اعملوا فيها كذا.
وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله فجعل يقول: عقلك الحمارة. وقيل لآخر: