للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الأعمش: ثبت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام، قال:

فيقولون: ﴿اُدْعُوا رَبَّكُمْ﴾ [غافر: ٤٩] فلا أحد خير من ربكم، قال فيقولون: ﴿رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنّا ظالِمُونَ﴾ قال فيجيبهم: ﴿اِخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ﴾.

قال: فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل (١).

رفعه قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن شمر ابن عطية، عن شهر وهو ثقة عند أهل الحديث، والناس يوقفونه على أبي الدرداء.

وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي عن قوله تعالى: ﴿وَهُمْ فِيها كالِحُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٤] قال: «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته. ولسرادق النار أربعة جدر، كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة، ولو أن دلوا من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا» (٢). قال:

هذا حديث صحيح غريب.

وعنه عن النبي في قوله: «كالمهل»، قال: «كعكر الزيت، وإذا قربه إلى وجهه سقطت فروة وجهه» (٣). قال أبو عيسى هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد، ورشدين قد تكلّم فيه من جهة حفظه.

قلت: وقع في هذا الحديث «فروة وجهه» وهو شاذ، إنما يقال: فروة رأسه أي جلدته، هذا هو المشهور عند أهل اللغة، وكذا جاء في حديث أبي أمامة.

وعن أبي حجيزة، عن أبي هريرة عن النبي قال: «إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر، ثم يعاد كما كان» (٤). قال هذا حديث حسن صحيح غريب.

وعن أبي أمامة عن النبي في قوله: ﴿وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ﴾ [إبراهيم: ١٦، ١٧] قال: يقرب إلى فيه فيكرهه، فإذا أدنى منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله تعالى:

﴿وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ﴾ [محمد: ١٥] وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ﴾


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٨٦) وضعّفه الألباني.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٥٨٧) بإسناد ضعيف.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٥٨١) بإسناد ضعيف.
(٤) أخرجه الترمذي (٢٥٨٢)، وضعّفه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>