للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد إليّ عهدا، وأنا صابر عليه (١).

وفي (الترمذي) عن عائشة عن النبي أنه قال: «يا عثمان لعل الله يقمّصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم» (٢). قال: هذا حديث حسن غريب.

وفيه عن ابن عمر قال: ذكر النبي فتنة فقال: «يقتل فيها هذا مظلوما» (٣) لعثمان. وقال: حديث حسن غريب.

ويروى أنه دخل عليه عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: انظر ما يقول هؤلاء، يقولون: اخلع نفسك أو نقتلك. قال له: أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا. قال: فهل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا. قال: هل يملكون لك جنة أو نارا؟ قال: لا. قال:

فلا تخلع قميص الله عليك فيكون سنة كلما كره قوم خليفة خلعوه وقتلوه.

واختلف في سنّه حين قتله من قتله من الفجار - أدخلهم الله بحبوحة النار - فقيل: قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل: ابن تسعين سنة.

وقال قتادة: قتل عثمان وهو ابن ست وثمانين. وقيل غير هذا (٤).

وقتل مظلوما كما شهد له بذلك رسول الله وجماعة أهل السنة، وألقي على مزبلة فأقام فيها ثلاثة أيام لم يقدر أحد على دفنه، حتى جاء جماعة بالليل خفية فحملوه على لوح وصلّوا عليه، ودفن في موضع من البقيع يسمى (حش كوكب) وكان مما حبسه عثمان وزاده في البقيع (٥)، وكان إذا مر به يقول: يدفن فيك رجل صالح، وكان هو المدفون فيه وعمّي قبره لئلاّ يعرف. وقتل يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين قاله الواقدي. وقيل: لليلتين بقيتا من ذي الحجة، وكانت خلافته إحدى عشرة سنة إلا أياما اختلف فيها، .

وقيل: إن المتعصبين على عثمان من المصريين ومن تابعهم من البلدان كانوا أربعة آلاف، وبالمدينة يومئذ أربعون ألفا.

وقد اختلف العلماء فيمن نزل به مثل نازلة عثمان - ألحقه الله جناح المغفرة والرضوان - هل يلقي بيده أو يستنصر؟


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٥٢) والترمذي (٣٧١١) والحاكم (٣/ ٩٩)، وهو صحيح.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٧٠٥)، وصححه الألباني.
(٣) أخرجه الترمذي (٣٧٠٨) بإسناد ضعيف.
(٤) وأشهر الأقوال أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. انظر «الإصابة» (٤/ ٣٧٩).
(٥) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>