للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صحيح مسلم من كتاب الفتن، عن ابن عمر، قال: خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: «رأس الكفر من هاهنا؛ من حيث يطلع قرنا الشيطان» يعني المشرق.

وقيل: هذا بنصف ورقة بأسانيد منها عن عبد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى باضطراب في بيت حفصة ثم قال: وقال عبد الله بن سعيد في روايته قام رسول الله عند باب عائشة فقال بيده نحو المشرق: «الفتنة هاهنا؛ من حيث يطلع قرنا الشيطان» قالها مرتين أو ثلاثا (١).

وذكر الإمام أحمد بن حنبل في مسنده في الجزء الخامس عشر من مسند عائشة ، قال: حدّثني محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم؛ أن عائشة لما أتت الحوبة سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله قال لنا: «أيّتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب». فقال لها الزبير: ترجعين؟ عسى الله أن يصلح بك بين الناس (٢).

وروى أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا وكيع بن الجراح، عن عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رسول الله : «أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثيرة وتنجو بعد ما كادت» (٣).

وهذا حديث ثابت صحيح، رواه الإمام المجمع على عدالته وقبول روايته الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة، وكذلك وكيع مجمع على عدالته وحفظه وفقهه، عن عصام وهو ثقة عدل فيما ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الاستيعاب» له عن عكرمة، وهو عند أكثر العلماء ثقة عالم، وهذا الحديث من أعلام نبوته وهو إخباره بالشيء قبل كونه.

وقوله: «الأدبب»: أراد الأدب، فأظهر التضعيف.

والعجب من القاضي أبي بكر بن العربي كيف أنكر هذا الحديث في كتبه منها في كتاب «العواصم من القواصم» (٤) وذكر أنه لا يوجد أصلا، وأظهر لعلماء


(١) أخرجه مسلم (٢٩٠٥).
(٢) أخرجه أحمد (٦/ ٩٧) بإسناد صحيح، كما في «الصحيحة» (٤٧٤).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (١٥ /رقم: ٩٦٣١) بإسناد صحيح.
(٤) ص ١٥٢ وص ١٦٢، ١٦٣.
ووافقه على هذا الإنكار العلامة محب الدين الخطيب ! وقد أحسن الشيخ محمود مهدي الاستنبولي في تعقبهما وبيانه أن الحديث صحيح، وانظر تعقيب محدث العصر عليهما في «السلسلة الصحيحة» (١/ ٨٤٩ - وبما بعدها) القسم الثاني. الطبعة الجديدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>