(٢) أوّل القرطبي هنا لفظ الحديث، والقرطبي أشعري، وهو يسير على طريقتهم في تأويل الصفات؛ عفا الله عنه، وسترى ذلك في أكثر من موضع في هذا الكتاب، وعقيدة أهل السنة والجماعة؛ أهل الحديث عدم تأويل الألفاظ، والأخذ بظواهرها، وهذا تجده مفصلا في كتب العقيدة، وخاصة ما يتعلق منها بالأسماء والصفات، وانظر «علو الله على خلقه» للشيخ أسامة القصاص رحمه الله تعالى. والله الهادي إلى سبيل الرشاد. (٣) بل ليسعنا ما وسع السلف الصالح من أهل القرون الأولى ومن بعدهم، ولنمرّها كما جاءت دون تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه، كما قال الأوزاعي ومالك وابن المبارك، وقبلهم أصحاب النبي ﷺ، فلا نعمل العقل والذهن القاصر عن تصوّر الغيبيات، فضلا عن عجزه لعلم ماهيتها، فكيف نترك لعقولنا العنان لكي تتفكّر في هذه الأخبار، فإن قبلتها عقولنا قبلناها، وإلا كانت الأخرى فنردّها، وهذا حال الحيران الذي أسلم نفسه لعقله وهواه، فيا عبد الله كن وقّافا على النصوص، وقف حيث وقف القوم، والله الموفق. وأقول تعقيبا على كلام القرطبي ﵀: إن الذين رووا هذه الأخبار، أخذوا بظواهرها ولم يؤوّلوها، وكذا الأئمة الذين نقلوها، فلنكن على هديهم.