بالبيداء، بعث الله جبريل ﵇، فيقول: يا جبريل؛ اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم، وذلك قوله تعالى ﷿: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ [سبأ: ٥١] فلا يبقى منهم إلا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة ولذلك جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين» (١).
قلت: حديث حذيفة هذا فيه طول، وكذلك حديث ابن مسعود فيه: ثم إن عروة بن محمد السفياني يبعث جيشا إلى الكوفة فيه خمسة عشر ألف فارس، ويبعث جيشا آخر فيه خمسة عشر ألف راكب إلى مكة والمدينة لمحاربة المهدي ومن تبعه، فأما الجيش الأول فإنه يصل إلى الكوفة فيتغلب عليها ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال ويقتل الرجال، ويأخذ ما يجد فيها من الأموال ثم يرجع فتقوم صيحة بالمشرق فيتبعهم أمير من أمراء بني تميم يقال له شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من السبي، ويرد إلى الكوفة. وأما الجيش الثاني فإنه يصل إلى مدينة الرسول ﷺ، فيقاتلونها ثلاثة أيام ثم يدخلونها عنوة، ويسبون ما فيها من الأهل والولد، ثم يسيرون نحو مكة أعزها الله لمحاربة المهدي ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسحهم الله أجمعين، فذلك قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾.
وقد ذكر خبر السفياني مطولا بتمامه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي في كتاب «الملاحم» له وأنه الذي يخسف بجيشه، قال: واسمه عتبة بن هند، وهو الذي يقوم في أهل دمشق، فيقول: يا أهل دمشق؛ أنا رجل منكم وأنتم خاصتنا، جدي معاوية بن أبي سفيان وليكم من قبل، فأحسن وأحسنتم، وذكر كلاما طويلا، إلى أن ذكر كتابه إلى الجرهمي وهو على ما يليه من أرض الشام، وأتى البرقي وهو على ما يليه من حد برقة وما وراء برقة من المغرب، إلى أن قال: فيأتي الجرهمي فيبايعه، واسم الجرهمي؛ عقيل بن عقال، ثم يأتيه البرقي واسم البرقي: همام بن الورد، ثم ذكر مسيره إلى أرض مصر وقتاله لملكها فيقتلون على قنطرة الفرقاء أو دونها بسبعة أيام ثم ينصرف أهل مصر، وقد قتل منهم زهاء سبعين ألفا ونيفا ثم يصالحه أهل مصر ويبايعونه، فينصرف عنهم إلى الشام ثم ذكر تقديمه الأمراء من العرب رجل من حضرموت، ولرجل من خزاعة، ولرجل من عبس، ولرجل من ثعلبة، وذكر عجائب، وأن جيشه الذي يخسف بهم تبتلعهم الأرض إلى أعناقهم، وتبقى رؤوسهم خارجة، ويبقى جميع خيلهم وأموالهم وأثقالهم وخزائنهم وجميع