للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم من كلّ حدب ينسلون، فلا يمرّون بماء إلا شربوه، ولا شيء إلا أفسدوه، فيجأرون إلى الله، فأدعو الله أن يميتهم، فتنتن الأرض من ريحهم، فيجأرون إلى الله، فأدعو الله فيرسل السماء بالماء فتحملهم فتلقيهم في البحر ثم تنسف الجبال، وتمد الأرض مد الأديم، فعهد إليّ إذا كان ذلك كانت الساعة من الناس كالحامل التي لا يدري أهلها متى تعجلهم بولادتها». قال ابن أبي شيبة: ليلا أو نهارا.

قال العوام: ووجه تصديق ذلك في كتاب الله تعالى: ﴿حَتّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٦]، فلا يمرون بماء إلا شربوه ولا شيء إلا أفسدوه زاد ابن أبي شيبة: ﴿وَاِقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ (١) [الأنبياء: ٩٧].

وروي عن عمرو بن العاص قال: إن يأجوج ومأجوج ذرء جهنم ليس فيهم صدّيق، وهم على ثلاثة أصناف: على طول الشبر، وعلى طول الشبرين، وثلث منهم طوله وعرضه سواء، وهم من ولد يافث بن نوح .

وروي عن عطية بن حسان أنه قال: يأجوج ومأجوج أمتان في كل أمة أربعمائة ألف ليس منها أمة تشبه بعضها بعضا.

وروى عن الأوزاعي أنه قال: الأرض سبعة أجزاء فستة أجزاء منها: يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق.

وروي عن قتادة أنه قال: الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، يعني الجزء الذي فيه سائر الخلق، غير يأجوج ومأجوج، فاثنا عشر للهند والسند، وثمانية آلاف للصين وثلاثة آلاف للروم وألف فرسخ للعرب.

وذكر علي بن معبد عن أشعث، عن شعبة، عن أرطاة بن المنذر قال: إذا خرج يأجوج ومأجوج أوحى الله إلى عيسى : أني قد أخرجت خلقا من خلقي، لا يطيقهم أحد غيري، فمر بمن معك إلى جبل الطور ومعه من الذراري اثنا عشر ألفا، قال: يأجوج ومأجوج ذرء في جهنم، وهم على ثلاثة أثلاث ثلث على طول الأرز وثلث مربع طوله وعرضه واحد وهم أشد وثلث يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى وهم من ولد يافث بن نوح.

ويروى عن النبي أنه قال: «يأجوج أمة لها أربعمائة أمير، وكذلك مأجوج لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف فارس من ولده، صنف منهم كالأرز، وصنف منهم طوله مائة وعشرون ذراعا، وصنف منهم يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل


(١) أخرجه ابن ماجه (٤٠٨١) وابن أبي شيبة (١٥/ ١٥٨)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>