وحكى النقاش، عن ابن عباس: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة. ويروى أنها دابة مزغبة شعرا ذات قوائم، طولها ستون ذراعا.
ويقال إنها الجساسة في حديث فاطمة بنت قيس الحديث الطويل. وخرجه مسلم وذكره الترمذي وأبو داود مختصرا والسياق لمسلم، وفيه ثم قال رسول الله ﷺ:«أتدرون لما جمعتكم قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكنني جمعتكم لأن تميما الداريّ كان رجلا نصرانيا فبايع وأسلم، وحدّثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حيث مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب سفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر».
وقال الترمذي:«إن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر، فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة لباسة ناشرة شعرها، فقالوا: من أنت؟ قالت: أنا الجساسة» وذكر الحديث - راجع سياق مسلم - «فقالوا ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمّت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا هو أعظم إنسان رأيناه خلقا وأشد وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبته إلى كعبيه بالحديد» وقال الترمذي: «فإذا رجل موثق بسلسلة».
قال أبو داود:«فإذا الرجل يجر شعره مسلسلا في الأغلال ينز فيها بين السماء والأرض. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن ناس من العرب؛ ركبنا سفينة بحرية فصادفنا البحر قد اغتلم، فلعب الموج بنا شهرا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. فقلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها وما نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان؟»
- وقال الترمذي: الذي بين الأردن وفلسطين - قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل تثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إن يوشك أن لا تثمر.
قال: أخبروني عن بحيرة طبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي أنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء