للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" تابعية مدنية ثقة ". وقال الحافظ:

" مقبولة "؛ أي: لينة الحديث. وقال ابن حزم في " المحلى " (٢/١٧٧) :

" وأما هذا الخبر؛ فإنه من طريق أبي اليمان كثير بن اليمان الرحال، وليس

بالمشهور، عن أم ذرة، وهي مجهولة؛ فسقط ".

ورد عليه ابن القيم في " التهذيب "، فقال:

" وما ذكره ضعيف؛ فإن أبا اليمان هذا ذكره البخاري في " تاريخه فقال:

سمع أم ذرة، روى عنه أبو هاشم عمار بن هاشم، وعبد العزيز الدراوردي. وذكره

ابن حبان في " الثقات " وقال: يروي عن أم ذرة وعن شداد بن أبي عمرو. وكذا أم

ذرة؛ فهي مدنية روت عن مولاتها عائشة وعن أم سلمة، وروى عنها محمد بن

المنكدر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وأبو اليمان كثير بن اليمان. فالحديث

غير ساقط ".

قلت: والحق ما ذهب إليه ابن حزم: أن الحديث ساقط. وما ذكره في الرد

عليه إنما يُخْرِج الراويين عن الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية، وتوثيق ابن حبان

وكذا العجلي فيه تساهل معروف، ولذلك ترى الحافظ لم يعرج على توثيقهما في

هذين الراويين وفي غيرهما ممن سبق ذكره، ومجهول الحال لا يحتج به إلا إذا

توبع، كما قرره ابن القيم نفسه في " تهذيب السنن " - في الحديث الذي قبل

هذا-، وقد نقلنا كلامه في ذلك عند الحديث المشار إليه فما الكتاب الآخر (رقم

٢٦٠) ؛ فراجعه.

ولا بد من أن ننقل منه ما يناسب المقام؛ قال رحمه الله:

" والراوي إذا كانت هذه حاله- يعني حالة السّتْرِ- ولم يجرحه أحد؛ إنما

يخشى من تفرده بما لا يتابع عليه، فأما إذا روى ما رواه الناس، وكانت لروايته

<<  <  ج: ص:  >  >>