للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن زيد بن محمد بن عبد الله بن زيد ٠ وله طريق أخرى أخرجها أبو الشيخ في

" كتاب الأذان " من حديث الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: كان أوّل من أذن

في الإسلام بلال، وأوّل من أقام عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ. وإسناده منقطع بين الحكم

ومقسم؛ لأن هذا من الأحاديث التي لم يسمعها منه ".

وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لأن رواته: محمد بن عمرو الواقفي وأبا

العميس وأصحابه اضطربوا في إسناده، ولأن مداره على محمد بن عبد الله- وهو

غير معروف-؛ أو عبد الله بن محمد- وهو غير مشهور- كما سبق ذلك- أو زيد بن

محمد بن عبد الله- ولم أجد من ترجمه-!

والشاهد المذكور عن ابن عباس؛ فيه ذلك الانقطاع المتضمن لواسطة مجهول،

فلم تطمئن نفسي لتقوية الحديث به؛ لا سيما وأن الحديث قد ورد من طرق عن

صاحب القصة عبد الله بن زيد في الكتاب الآخر (رقم ٥١٢- ٥١٤) - وليس في

شيء منها ما في هذا الحديث من إقامة عبد الله بعد أذان بلال، بل في بعضها ما

ينفي ذلك، كما نقلناه عن البيهقي قُبيْل هذه الرواية. والله أعلم.

ويخالفه حديث الإفريقي الذي أشار إليه ابن عبد البر؛ وهو:

٨٣- عن عبد الرحمن بن زياد- يعني: الافريقي-: أنه سمع زياد بن

نعيم الحضرمي: أنه سمع زياد بن الحارث الصدائِيّ قال:

لما كان أول أذانِ الصُّبْحِ؛ أمرني- يعني: النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأذنت؛ فجعلت

أقول: أُقِيم يا رسول الله؟! فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر،

فيقول:

" لا "، حتى إذا طلع الفجر؛ نزل فبرز، ثم انصرف إلي- وقد تلاحق

أصحابه-؛ يعني: فتوضأ، فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>