للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ورواه أحمد في " مسنده "، والطبراني في " معجمه "، وابن عدي في

" الكامل "؛ وأعله بالوليد بن كامل، ونقل عن البخاري أنه قال: عنده عجائب.

وأما ابن القطان؛ فإنه ذكر فيه علتين: علة في إسناده، وعلة في متنه: أما التي في

إسناده؛ فقال: إن فيه ثلاثة مجاهيل: فضباعة مجهولة الحال، ولا أعلم أحداً

ذكرها. وكذلك المُهلب بن حُجْرِ مجهول الحال. والوليد بن كامل من الشيوخ

الذين لم تثبت عدالتهم، وليس له من الرواية كثير شيء يستدل به على حاله.

وأما التي في متنه؛ فهي أن أبا علي بن السّكنِ رواه في " سننه " هكذا: حدثنا

سعيد بن عبد العزيز الحلبي: ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك: ثنا بقية عن الوليد

ابن كامل: ثنا المهلب ابن حجر البهراتي عن ضبيعة بنت المقدام بن معْدِي كرِب

عن أبيها قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إذا صلى أحدكم إلى عمود أو سارية أو شيء؛ فلا يجعله نُصْب عينيه،

وليجعله على حاجبه الأيسر ". انتهى.

قال ابن السكن: أخرج هذا الحديث: أبو داود من رواية علي بن عياش عن

الوليد بن كامل؛ فغير إسناده ومتنه؛ فإنه عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن

أبيها. وهذا الذي روى بقية: هو عن ضبيعة بنت القدام بن معْدِي كرِب عن

أبيها. وذاك فِعْل، وهذا قول. قال ابن القطان. فمع اختلافهما في المتن؛ بقية

يقول: ضبيعة بنت المقدام، وابن عياش يقول: ضباعة بنت المقداد؛ فالوهن من

حيث هو اختلاف على الوليد بن كامل، ومُورِث للشك فيما كان عنده من ذلك،

على ضعف الوليد في نفسه، والجهل بحال من فوقه. قال: وذلك كله دليل على

الاضطراب والجهل بحال الرواة انتهى ".

ورواية ابن السكن عزاها ابن القيم في " تهذيب السنن " (رقم ٦٦١) للنسائي

من طريق بقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>