فأشار بذلك إلى تضعيفه؛ ولذلك لم يحتجّ به، مع أنه أصرح في الدلالة على
المطلوب من الحديث المشار إليه؛ بل هو نص في الباب.
وأشار بقوله: " احتجوا به " إلى حديث عائشة:
" من أصابه قيْء أو رعافٌ أو قلسٌ أو مذْيٌ؛ فلينصرف فليتوضأ ثم ليبن على
صلاته؛ وهو في ذلك لا يتكلم ".
وهو ضعيف أيضاً، رواه ابن ماجه وغيره.
ثم إن الحديث أخرجه الدارقطني في " سننه " (ص ٥٦) من طريق يوسف بن
موسى: نا جرير ... به.
وقد أوجد له ابن التركماني علة أخرى، فقال:
" قلت: ذكر ابن حبان في " صحيحه " هذا الحديث، ثم قال: لم يقل:
" وليعد صلاته " إلا جرير. وقال البيهقي في باب إقرار الوارث بوارث: نسِب
جرير بن عبد الحميد إلى سوء الحفظ في آخر عمره. وفي " الميزان " للذهبي: ذكر
البيهقي ذلك في " سننه " في ثلاثين حديثاً لجرير. وقال ابن حنبل: لم يكن
بالذكي في الحديث، اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول، حتى قدم عليه
بهْز فعرفه ".
قلت: وقد رواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول ... به، فلم يقل:
" وليعد صلاته "؛ ولفظه:
" إذا أحدث أحدكم في الصلاة؛ فلينصرف وليتوضأ؛ ثم يصلي ".
أخرجه الدارمي (١/٢٦٠) .
وهذا يحتمل الإعادة، ويحتمل البناء.