للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قلت: إسناده ضعيف، وقد ضعفه الحفاظ المحققون، كما قال النووي. وممن

ضعفه: الإمام أحمد والبخاري والشافعي، وقال: " أهل الحديث لا يثبتونه "،

قال البيهقي: " وإنما توقف الشافعي في ثبوته؛ لأن مداره على عبد الله بن

سلِمة الكوفي، وكان قد كبِر وأنكِر من حديثه وعقله بعضُ النكْرة؛ وإنما روى

هذا الحديث بعد ما كبر، قاله شعبة ") .

إسناده: حدثنا حفص بن عمر قال: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله

ابن سلِمة.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ إلا عبد الله بن سلِمة- وهو المرادي الكوفي-،

فقد اختلفوا فيه؛ وإليك خلاصة ترجمته من " التهذيب ":

" قال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلِمة يحدثنا، فيعرف

وينكر، كان قد كبر. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة

يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة. وقال البخاري: لا يتابع في

حديثه. وقال أبو حاتم: يعرف وينكر. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال

ابن حبان: يخطئ. وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم ".

هذا كل ما قالوه في الرجل، ويظهر من ذلك أنه في نفسه ثقة، ولكنه كان

سيئ الحفظ فيخطئ؛ لا سيما عند الكبر، ولذلك قال الحافظ في " التقريب ":

" صدوق تغيّر حفظه ".

وأما قوله في " الفتح " (١/٣٢٤) - بعد أن ذكر الحديث-:

" رواه أصحاب " السنن "، وصححه الترمذي وابن حبان، وضعف بعضهم

رواته. والحق أنه من قبيل الحسن، يصلح للحجة "!

<<  <  ج: ص:  >  >>