فلعله لم يستحضر- حين كتابة هذا- أن الراوي المثار إليه- وهو عبد الله بن
سلِمة- إنما روى الحديث في كبره حالة ساء حفظه؛ وإلا فكيف يحسن حديثه مع
قيام هذه العلة فيه؟!
فمثله لا تطمئن النفس للاحتجاج بحديثه؛ لأنه يحتمل احتمالاً قوياً أن
يكون رواه في حالة ضعف حفظه؛ فكيف إذا علمنا أنه رواه في هذه الحال؟ كما
هو الشأن في هذا الحديث؛ كما يأتي. قال المنذري في " مختصره ":
" وذكر أبو بكر البزار أنه لا يُرْوى عن علي إلا من حديث عمرو بن مرة عن
عبد الله بن سلِمة. وحكى البخاري عن عمرو بن مرة: كان عبد الله- يعني: ابن
سلِمة- يحدثنا فتعرف وتنكر، وكان قد كبر، لا يتابع على حديثه. وذكر الإمام
الشافعي هذا الحديث، وقال: لم يكن أهل الحديث يثبتونه. قال البيهقي: وإنما
توقف الشافعي في ثبوت هذا الحديث؛ لأن مداره على عبد الله بن سلِمة الكوفي،
وكان قد كبر وأُنْكِر من حديثه وعقله بعضُ النُكْرةِ، وإنما روى هذا الحديث بعدما
كبر؛ قاله شعبة. وذكر الخطابي أن الإمام أحمد بن حنبل كان يوهن حديث علي
هذا، ويضعف أمر عبد الله بن سلِمة ".
والحديث أخرجه البيهقي (١/٨٩) من طريق المؤلف.
وأحْرجه الحاكم (١/١٥٢) من طريق أخرى عن حفص.
وأخرجه الطيالسي (رقم ١٠١) قال: ثنا شعبة ... به.
وكذلك أخرجه النسائي (١/٥٢) ، وابن ماجه (١/٢٠٧) ، والطحاوي
(١/٥٢) ، والحاكم أيضاً (٤/١٠٧) ، والبيهقي وأحمد (٢ رقم ٦٣٩ و ٨٤٠
و١٠١١) من طرق عن شعبة ... به.
وروى منه الدارقطني (ص ٤٤) قوله: كان لا يحجبه عن قراءة القرآن شيء؛